واصلت الليرة السورية رحلة هبوطها وانخفاضها بشكل غير مسبوق أمام الدولار الأمريكي ومختلف العملات العربية والأجنبية، حيث تجاوز سعر صرف الليرة كافة المستويات السابقة في الانخفاض مسجلة أدنى سعر في تاريخها مقابل الدولار خلال تعاملات الأيام القليلة الماضية.
ومع استمرار تدهور قيمة الليرة السورية وفقدانها نحو 50 بالمئة من قيمتها خلال شهرين، كثرت الأحاديث عن المستقبل القريب الذي ينتظر سعر الصرف والقرارات التي يمكن أن يتخذها مصرف سوريا المركزي لإيقاف انهيار العملة المحلية.
وضمن هذا السياق، أشار خبير اقتصادي من العاصمة دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” إلى أن الليرة السورية متجهة لتسجيل أرقام قياسية وتاريخية جديدة في الانخفاض مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية خلال الفترة القريبة القادمة.
وأوضح الخبير المطلع على الواقع الاقتصادي في البلاد بشكل كبير إلى أن ما يتوقعه بخصوص سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في المدى القريب قد يكون صادماً لكثير من السوريين، مشيراً إلى أن الجميع عليهم أن يتعاملوا مع التغيرات المقبلة بحكم الأمر الواقع.
وبيّن الخبير أن سعر صرف الليرة السورية من المحتمل إلى درجة كبيرة أن يتجاوز مستويات الـ 20 ألف ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
وأرجع الخبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته سبب توقعاته بوصول سعر صرف الليرة السورية إلى هذه المستويات المشار إليها آنفاً نظراً لوجود قرار غير معلن بتعويم سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في الفترة الحالية والأسابيع والأشهر المقبلة.
وأضاف أن مصرف سوريا المركزي بالاتفاق مع اللجنة الاقتصادية في البلاد قد قرروا عدم ترك سعر صرف الليرة السورية عائماً مقابل الدولار، أي تركه تحت رحمة العرض والطلب بشكل كامل دون أي تدخل أو ضخ للقطع الأجنبي في السوق.
ولفت إلى أن القرار الذي تم اتخاذه سراً سيترك الليرة السورية تنخفض إلى مستويات قريبة من عتبة الـ 20 ألف ليرة سورية لكل دولار، مشيراً أن هذه المستويات ربما تكون هي القيمة الحقيقية لليرة السورية التي يجب أن تصلها لولا تدخلات مصرف سوريا المركزي بشكل مباشر طيلة السنوات الماضية في سوق الصرف.
ونوه الخبير في معرض حديثه للموقع بأن قرار تعويم سعر صرف الليرة السورية سيكون له تداعيات وتأثيرات سلبية كثيرة، لافتاً أن القرار جاء متأخراً وكان من المفترض أن يتم اتخاذه قبل أكثر من ثلاثة أعوام على أقل تقدير.
وأشار إلى أنه في ضوء ما سبق فإن زيادة الرواتب المنتظرة والتي قيل أنها ستكون بنسبة 100 بالمئة ستكون بلا أي معنى مع استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات العربية والأجنبية.
وختم الخبير حديثه مشيراً إلى أن كتلة الرواتب مع الزيادة ستكون أقل من كتلة الرواتب في الوقت الراهن في حال حساب كتلتي الرواتب بالدولار الأمريكي، أي أن الحكـ.ـومة مستفيدة من انخفاض قيمة الليرة، الأمر الذي يفسر صمتها على انهيار قيمة العملة السورية مؤخراً.