ازدادت نسبة الإصابة بالجلطات القلبية بين فئة الشباب في الآونة الأخيرة، والتي كانت في معظمها مميتة، ما دفع العديد من السوريين للتداول تساؤلات حول ذلك.
وأرجع الدكتور نبوغ العوا، سبب انتشار الأزمات القلبية بين الشباب في الفترة الأخيرة إلى ” انخفاض المناعة الذاتية نتيجة التوتر النفسي، العادات غير الصحية مثل التدخين، الإرهاق في العمل سيّما في الظروف الحالية والإمكانيات المادية المحدودة”
ولفت العميد السابق لكلية الطب البشري في جامعة دمشق إلى أنّ”الحزن والكآبة تنقص المناعة وفق الإثباتات العلمية”.
وأضاف “العوا” أنّ “ثلاثة أرباع الشعب السوري مهموم، في ظل الأوضاع الحالية والعقوبات الاقتصادية، مؤكداً أنّ “الشخص الذي يعيش حالة ارتياح يمتلك مناعة أقوى من الشخص المهموم والحزين”.
وبيّن “العوا” أنّ “الجلطات المنتشرة بين فئة الشباب تحت سن الـ 50 سنة تكون قاتلة، بسبب انسداد الشريان الأساسي الوحيد للقلب وعدم التمكن من إسعافه إلى المشفى وإنقاذه”.
وأكمل “العوا”: “أمّا الجلطات التي تصيب أشخاص أعمارهم فوق 50 سنة، فتتواجد لديهم شرايين صغيرة تساعد بتروية القلب عند انسداد الشريان الأساسي ، إلى حين إسعافه إلى المشفى وتلقي العلاج”.
ونفى عميد كلية الطب البشري السابق أن “يكون لفايروس كور*ونا علاقة مباشرة بحدوث الجلطات، وإنما كان لها تأثير لحظي حين الإصابة بالفايروس وليس الآن” منوهاً بأنّ “المناعة تتجدد بالغذاء والفيتامينات والشمس وغير ذلك”.
وأوضح “العوا” أنّ “منظمة الصحة العالمية حذرت حين انتشار الفايروس منذ سنتين، الأشخاص التي تقع أعمارهم تحت 50 سنة من أخذ اللقاح البريطاني (استرازينكا)، كونه يسبب الجلطات القلبية عند بعض الأشخاص”.
و تابع الدكتور حديثه “من الممكن أن يصاب من أخذ اللقاح البريطاني بلحظتها بالجلطة القلبية نتيجة ارتفاع الضغط والمناعة الضعيفة، لكن اللقاح لا يبقى مفعوله حتى الآن”.
بدوره قال المختص بأمراض القلب والأوعية الدكتور نجاح جميل مرعي إنه: لا يجب إنكار أن العامل الوراثي هو السبب الأهم لاحتشاء العضلة القلبية، لكن ازدياد هذه الحالات في الفترة الأخيرة يرجع للحالة النفسية والتوتر والإرهاق لدى الشباب، والذي يؤدي لتشنج الشرايين الإكليلية المغذية لعضلة القلب”.
وأضاف “مرعي” : “حيث أن هذه الشرايين تكون لدى الشباب لينة ومرنة وبالتالي عرضة للتشنج بشكل أكبر مقارنة مع كبار السن، ولكن هذا لاينفي وجود عوامل عديدة مساهمة مثل الداء السكري وارتفاع الشحوم والضغط”.
وتابع الإخصائي: “بالإضافة إلى اعتلالات العضلة القلبية الضخامي والتوسعي والتي تعتبر من أهم أسباب توقف القلب المفاجئ خاصة أثناء الجهد، هناك بعض أنواع الأدوية تؤدي لارتفاع الكاتيكولامينات والادرينالين والنورادينالين، والتي يمكن أن تؤدي لتضيق وتشنج بالشرايين الاكليلية مما ينتج عنه توقف قلب مفاجئ”.
وأوضح “مرعي” أنّ “أعراض الاحتشاء تتمثل على شكل ألم صدري شديد ضاغط وحارق وينتشر للفك والعنق مع تعرق بارد وضيق نفس، ومن الممكن أن يسبب موت مفاجئ نتيجة اللانظمية القلبية مثل رجفان بطيني أو تسرع بطيني”.
وينصح “مرعي”: “بالتوجه إلى المشفى عند الشعور بأي ألم صدري مع تناول الأسبرين بشكل مضغ إلى حين الوصول للمشفى”.
ومن جانبه، كشف رئيس هيئة الطب الشرعي في سوريا الدكتور زاهر حجو عن “عدم توفر إحصائيات دقيقة لدينا، كون لا تُعرض جميع الحالات على الطب الشرعي، أي تكون بإشراف أطباء، باستثناء وجود حالة مشتبه بها، حينها يتم مراجعتها من قبل الطبيب الشرعي”.
تلفزيون الخبر