نشرت عدة صفحات طبية سوريّة على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرات من نبتة الدفلة، خاصة وأنها تتواجد في الشوارع السورية.
وحول ذلك، قالت الدكتورة الصيدلانية صبا القاضي لـ “أثر”: “تعرف نبتة الدفلة بأنها شجيرة دائمة الخضرة، سريعة النمو، تزهر في أواخر الصيف وذات أزهار بألوان مختلفة (أحمر، زهري، أبيض، أصفر)، وتتم زراعتها بكثرة في شوارع وحدائق المدن السورية لأن لها دور كبير في تنقية الهواء من الملوثات، كما أنها من النباتات شديدة التحمل لدرجات الحرارة العالية والجفاف والصقيع والرياح، فهي تعد خياراً مثالياً نظراً لشدة تحملها”.
وأضافت: “لكن تتصف الدفلة بأنها من النباتات السامة، فهي نبتة شديدة السمية بكافة أجزائها (جذور، بذور، ساق، أوراق، أزهار)، وتختلف السمية باختلاف جزء النبتة؛ فالجذور والبذور أشد سمية من باقي الأجزاء، وباختلاف لون أزهار النبتة؛ فذات اللون الأحمر أشد سمية من ذات اللون الزهري، وأشد سمية من ذات اللون الأبيض”.
وتابعت د. القاضي: “أما عن المركبات السمية التي تحتويها فهي تحتوي على ما يسمى بالغليكوزيدات القلبية وأشهر مركبين تحتويهما هذه النبتة هما (أولياندرين ونيرجين) فالغليكوزيدات القلبية هي مركبات عديدة تستخلص من النباتات غالباً تقوي انقباض العضلة القلبية (قلوصية العضلة) وتستخدم لعلاج العديد من الأمراض القلبية مثل: الفشل القلبي واللانظميات القلبية وبجرعات قليلة ومدروسة”.
وحول سبب السمية للدفلة، بينت الدكتورة القاضي أن سمية هذه النبتة تتجلى باحتوائها على جرعات كبيرة من الغليكوزيدات القلبية التي تسبب عند تناولها سمية قلبية قد تصل إلى توقف عضلة القلب والوفاة.
وعن أعراض التسمم بهذه النبتة ذكرت أنها تتمثل في: “بطئ ضربات القلب أو عدم انتظامها بالإضافة إلى انخفاض الضغط الشرياني، ورؤية مشوشة،و ألم بطني وغثيان وإقياء، بالإضافة إلى تعب معمم و دوار (دوخة)”، مشيرة إلى أنه تختلف الكمية القاتلة من هذه النبتة من نوع إلى آخر (فكما ذكرنا يوجد أنواع ذات سمية أشد من أنواع أخرى) ولكنها بالمجمل نبتة سامة على الإنسان والحيوان.
وبحسب الدكتورة القاضي، فإن المصادر العلمية تشير إلى أن وسطي الكمية القاتلة من هذه النبتة هو 5-15غ من الأوراق للبالغين، وللأطفال حفنة من الأزهار قد تكون قاتلة، مشددة على ضرورة أن توعية الأطفال حول مخاطر هذه النبتة وضرورة الابتعاد عنها حفاظا على سلامتهم.
وقالت لـ “أثر”: “وجود توعية مجتمعية حول وجود نبات سام بمكان معين لحماية الأطفال أمر مهم لاسيما وأن نبات الدفلة ينتشر في معظم الحدائق والشوارع والمنصفات في دمشق والمحافظات الأخرى”، لافتة إلى أن للدفلة دور بتنقية الهواء من التلوث لأن كل ما هو سام يعلق على ورقة الشجيرة وهي شديدة التحمل للظروف الجوية بمختلف الفصول ورغم وجود نباتات من نفس الفصيلة إلا أنها أكثر انتشارات حتى على مستوى العالم.
وختمت الدكتورة صبا القاضي كلامها قائلة لـ “أثر”: “إن الدور الطبي للدفلة أسهم بانتشار زراعتها أيضاً فالمادة السامة
اولياندرين التي تسبب الوفاة في حال تناولها لدورها في انقباض عضلة القلب هي نفس المادة التي تؤخذ طبياً وبكميات مدروسة لعلاج فشل عضلة القلب لكن بشكل علمي وطبي”.