توقف مفاجئ في عمليات بيع وشراء الدولار

وصل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية إلى مستويات قياسية وتاريخية غير مسبوقة في الانخفاض خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تخطى سعر صرف الليرة السورية عتبة الـ 9350 ليرة سورية لكل دولار واحد في بعض المحافظات.

وتزامناً مع الانخفاض المتسارع بقيمة الليرة السورية ازداد الطلب على الدولار الأمريكي في السوق بشكل كبير مؤخراً، الأمر الذي أدى إلى مزيد من فقدان الثقة لدى المواطنين السوريين بعملتهم المحلية.

وقد أدى ما سبق إلى توقف عمليات بيع وشراء الدولار في عدة أسواق في سوريا خلال الساعات الماضية بالتزامن مع انهيار سعر صرف الليرة السورية والتوقعات التي تشير إلى إمكانية انخفاض قيمة الليرة بشكل كبير ومتسارع خلال الأيام القليلة المقبلة.

وتبين ان معظم مكاتب الصرافة والحوالات في البلاد تعرض عن بيع الدولار أو حتى شرائه في الوقت الحالي، وذلك بسبب خوفهم من خسائر كبيرة قد يتعرضوا لها في حال بيع وشراء الدولار في ظل مؤشرات تدل على انخفاض قوي قادم في قيمة الليرة السورية.

وأوضحت المصادر أن المكاتب والصرافين يتمسكون بالدولار الأمريكي كونهم لا يستفيدون من بيعه وشرائه في الوقت الراهن بسبب التفاوت الكبير في الأسعار بين ساعة وأخرى.

وبيّنت كذلك الأمر أن الصرافين يدركون أن البنك المركزي يلعب اللعبة ذاتها كل مرة تنخفض فيها قيمة الليرة السورية بشكل متسارع، حيث يقوم بضخ كمية من الدولارات في السوق تؤدي إلى تحسن جزئي في سعر الصرف مما يجعل بعض الناس يتخوفون من عدم بيع الدولار، فيقومون ببيعه بسعر وهمي ويقعون في الفخ الذي نصبه المركزي لهم.

ونوهت المصادر إلى أن قيمة الليرة السورية من المرجح أن تنخفض خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة إلى مستويات أعلى من 10 آلاف ليرة سورية لكل دولار أمريكي في الأسواق الرئيسية.

ولم تستبعد المصادر أن يتخطى سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي مستويات الـ 12 ألف ليرة سورية لكل دولار خلال تعاملات الشهرين المقبلين في كافة المدن والمحافظات في البلاد.

فيما يؤكد محللون وخبراء في مجال الاقتصاد على أن الحلول لدى مصرف سوريا المركزي تكاد تكون شبه معدومة في الوقت الحالي، وذلك نظراً لشح الموارد وعدم القدرة على التدخل لضبط سوق الصرف بسبب وجود نقص حاد في القطع الأجنبي لدى المصرف.

وربط المحللون أي تحسن حقيقي من الممكن أن تسجله الليرة السورية بمدى قدرة البنك المركزي السوري على تأمين الدولار والقطع الأجنبي بكميات كبيرة وثابتة كل شهر.

ولفت الخبراء إلى أن التحسن الحقيقي مرتبط أيضاً ارتباطاً مباشرة بعودة عجلة الإنتاج في البلاد إلى الدوران بشكل الذي يلبي متطلبات الأسواق المحلية من المواد التي تقوم الحكـ.ـومة باستيرادها من الخارج وتدفع ملايين الدولارات التي يحتاج المركزي لضبط سعر صرف الليرة السورية.

متابعات طيف بوست