صرح مدير عام منشأة دواجن صيدنايا بريف دمشق د. مروان جبرائيل علي عن أسباب ارتفاع أسعار الفروج في الآونة الأخيرة.
حيث قال: “التكاليف تختلف بين يوم وآخر؛ فكلما ارتفع الدولار ترتفع التكاليف ومستلزمات الإنتاج مثل (الذرة- الصويا- الأدوية- المازوت- أجور النقل)”، طارحاً مثال: “في العام الماضي كانت تكلفة الطير داخل المدجنة 8 آلاف ليرة تم بيعه بـ6100 أي خسرنا جملة وتفصيلاً والسبب في ذلك أن العرض فرض علينا ذلك وليس الطلب؛ فالأساس كله في عملية ارتفاع أسعار الفروج هو التكاليف وقوة التربية والاهتمام فكلما زاد العرض قل الطلب وعندما يزداد العرض ويقل الطلب يرتفع السعر”.
وأضاف: “التكاليف مهمة جداً وبالتالي استقرار الوضع العام يعني استقراراً لكل السلع؛ ففي حال كانت لدينا زيادة في أعداد الطيور يمكن أن تصدر”.
وتابع علي : “في شهر كانون الأول من العام الماضي وحتى بداية شهر نيسان كانت تربية الدجاج قليلة جداً وبالتالي صار هناك طلب على الفروج حتى لو بسعر مرتفع يعني هناك طلب لكن لا يوجد عرض ما أدى إلى غلائه الفاحش حتى وصل إلى 20 ألفاً تقريباً”، مضيفاً: “اليوم سعر الدجاجة 15 ـ 16 ألفاً من أرض المدجنة؛ والمربون والمنتجون والمستهلكون هم الحلقة الأضعف ومن يحقق الربح هم الحلقة الوسيطة وهم التاجر والمحل الذي يبيع، هؤلاء لا يخسرون إلا فيما ندر، بينما المنتج والمستهلك خاسرون؛ فالمنتج في أغلب الأحيان يربح (فوجاً) ويخسر فوجين أو ثلاثة ويستمر بالعمل وكله أمل أن يحقق الربح، علماً أن هناك مربين كان لديهم نحو 40 ــ 50 ألف طير بيّاض حالياً لم يتبق لديهم سوى 4 آلاف أو 5 آلاف طير بيّاض، ومربين آخرين وبأسماء معروفة كان لديهم 30 ألف طير بياض حالياً لديهم 1500 طير”.
وأوضح د.علي عن سبب بيع الفروج بسعر أعلى مجرد خروجه من المدجنة، قال “عندما تخرج الطيور من المدجنة إلى المسلخ بوزن (4 أطنان) من الطيور الحية مثلاً يبدأ الخصم على البائع بنحو 200 ـ 300 كيلو بحجج وتبريرات يضعها صاحب المسلخ منها الطير تناول طعاماً منذ قليل فوزنه مرتفع أو لونه غير طبيعي وكلها حجج يتحملها المربي وهكذا يقع في الخسارة”.
وبحسب مدير عام منشأة دواجن صيدنايا فإن “الطير إذا لم يُبَع في غضون 37 يوماً يصبح كل يوم تربية زيادة بعد الـ37 بمنزلة خسارة للمربي أي يصبح يأكل ولكن لا يتحول إلى لحم (فالطير يصبح جاهزاً وكبيراً في غضون 37 يوماً)؛ فيضطر هنا المربي إلى البيع لتدارك الخسارة لذلك فإن للمسلخ تأثيراً كبيراً في الطيور؛ في هذه الحالة ولتدارك الخسارة تلجأ محلات بيع الفروج إلى تقطيعه لبيعه قطعاً أو يتم بيعه لمحلات المشاوي والوجبات السريعة، مضيفاً: “وبالتالي كل محل فروج يبيع بالسعر الذي يحلو له بحجة تكلفة السيارة وأجرة إصلاح وثمن بنزين وهكذا؛ فخسارة المربين جعلتهم يتركون المهنة ويلجؤون للعمل بمهنة أخرى”.
أما فيما يخص البيض فالأسباب نفسها تنطبق على ارتفاعه نظراً لقلة عدد المربين وتكاليفه المرتفعه، بحسب ما ذكره علي.
وفي معرض حديثه، أشار د. علي إلى أن هناك أفواجاً من الطيور في محافظة درعا بيّاضة وهذا الشيء سيؤثر في السوق تأثيراً إيجابياً.
وذكر أنه في العام الماضي لم تكن المنشأة رابحة بسبب الأمراض وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج فعندما يمرض فوج من الطيور يؤدي ذلك إلى هبوط الإنتاج وقلة البيض ونفوق في أعداد الدجاج وبالتالي تزيد التكلفة على المربي الذي يلجأ إلى شراء الأدوية فالتكلفة التي يتحملها المربي هائلة، أما هذا العام المنشأة رابحة لأن الأساس في تكلفة الفروج أو البيض هو ثبات التكاليف وعدم ارتفاعها أكثر، مضيفاً: “مثلاً، الصويا كان سعر الطن 3 ملايين وصل سعرها إلى 11 مليوناً، والذرة في عام 2000 كان سعر الكيلو منها 1600 ليرة والآن ارتفعت إلى 3 و4 ملايين وهذا يؤدي تلقائياً إلى غلاء المادة”.
وكانت أسعار الفروج قد ارتفعت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً يفوق قدرة الفرد على الشراء، حيث تجاوز سعر كيلو الفروج المنظف قبل أيام 30 ألفاً.
المصدر: أثر برس