امتنعت المصارف اللبنانية عن حسم أمد إضرابها الذي بدأته مطلع الأسبوع الحالي، بل ناشدت القضاء من جديد التدخل للبت بالقضايا الموجّهة ضد أحد المصارف. وحذرت من تأثر علاقتها مع المصارف المراسلة، كما جدّدت رفضها رفع السرية المصرفية بصورة رجعية.
في التفاصيل، فقد أعلنت "جمعية مصارف لبنان"، في بيان حديث، أنه "فيما يرزح الوطن تحت أزمة نظامية تسبب بها التسيب والفساد المستشري في أعمق مفاصل الدولة منذ عقود، وعلى الرغم من كل التحذيرات، ما زالت القرارات التعسفية تضرب القطاع المصرفي".
وذكر البيان أن هذه القرارات التعسفية تتمثل "بالادعاء جزافاً على أكبر المصارف العاملة في لبنان، أو عن طريق تهديد مصارف أخرى بتدابير مماثلة، إن لم تنفذ أوامرها وتمنحها معلومات مصرفية بصورة رجعية، خلافاً للقانون، مما يعرضها عندئذ للمسؤولية الجزائية".
وتساءلت الجمعية في بيانها: "أي ادعاء هو ادعاء تبييض أموال عندما يكون مصدر هذه الأموال هو مصرف لبنان؟".
وأردفت: "إلا أن المؤسف هو أنه بصرف النظر عن عدم جديته الواضحة، فإن هذا الادعاء يلحق الأذى البالغ بعلاقة المصرف المعني بالمصارف المراسلة ويهدد مصالح المودعين. فالمصارف المراسلة لا تعرف أن الغاية هي انتقامية بحتة ولا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بتطبيق القانون".
وأضافت الجمعية: "إن هذا القرار، إذا تم تعميمه على مصارف أخرى كما يعد به التهديد الذي وصلها، قد يدفع بالمصارف الكبرى العالمية إلى وقف تعاملاتها بشكل تام مع لبنان، عبر إقفال حسابات المصارف اللبنانية لديها. عندها لن ينفع الندم إذا ما تم عزل لبنان مالياً عن العالم وتوقفت التجارة الخارجية وفقدت المواد الأساسية التي ما زالت تستورد حالياً عبر القطاع المصرفي. إلا إذا كان هذا هو الهدف من هكذا قرار؟".
وختمت: "إن جمعية مصارف لبنان تطالب القضاء النزيه والعادل بتحمل مسؤولياته في هذا المجال، والتنبه للخطر المحدق بالمصارف وبلبنان، جراء التسرع بالادعاء على بنك عوده بتهمة تبييض الأموال، بالرغم من تعاون المصرف بشكل كامل ومن دون تحفظ، باستثناء رفضه مخالفة القانون ومنح معلومات مصرفية بصورة رجعية. إن هكذا تهمة تصيب بالوطن مقتلا إذا لم يتم تدارك ذيولها، في وقت لطالما عرف لبنان كمركز إقليمي للتدريب على مكافحة هذه الآفة ونال ثقة المجتمع الدولي في هذا المجال".
يحدث ذلك في الأوساط المصرفية، بينما يفوق جنون سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية كل التوقعات المطروحة، إذ ارتفع ما نسبته 120% في فترة شهرين، أي تحديدا من 35 ألف إلى أكثر من 75 ألفًا اليوم.
وذلك في عملية لم تشهدها أي سوق عملة في أي بلد في العالم، مهما كان وضعه الاقتصاد متردي أو يرزح تحت انهيار كامل.
المصدر الليرة اليوم