أفاد خبير اقتصادي من العاصمة السورية دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” أن قرار رفع سعر دولار الحوالات يعتبر الخطوة الأولى نحو تعويم الليرة السورية بشكل كامل في الفترة المقبلة.
وأشار الخبير إلى أن هذا القرار يعتبر بمثابة إقرار رسمي من قبل البنك المركزي السوري بأن السعر الحقيقي لليرة السوري هو السعر الرائج في السوق الموازي وليس السعر الوارد في النشرات الرسمية التي كانت تصدر عن المصرف بشكل دوري.
وأوضح الخبير أن مصرف سوريا المركزي كان يحـ.ـارب السوق السوداء على الدوام في الفترة الماضية، ويروج في وسائل الإعلام المحلية على أن السعر الوارد في السوق الموازي هو سعر وهمي وغير حقيقي، والآن يأتي ويتبنى ذلك السعر الذي كان يعتبره وهمياً.
وبحسب الخبير فإن لهذا القرار انعكاسات سلبية كبيرة على سعر صرف الليرة السورية في الفترة المقبلة، مرجعاً ذلك إلى من هذا القرار يحتاج إلى التدرج في رفع سعر صرف الدولار وليس رفعه بهذا الشكل المفاجئ.
وتوقع أن يشهد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في الفترة القادمة انخفاضاً كبيراً في السوق السوداء، وأن تتسع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسعر الرائج في السوق الموازي من جديد خلال الفترة القادمة.
ورجح أن تعويم الليرة السورية يعني ترك سعر صرفها تحت رحمة العرض والطلب في السوق، وفي الحالة السورية فإن السوق متعطشة للدولار، الأمر الذي سيرفع من قيمة الدولار نظراً لوجود طلب كبير عليه وقلة في المعروض.
وفي ضوء ما سبق توقع الخبير أن يصل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي إلى مستويات قياسية وتاريخية غير مسبوقة خلال فترة زمنية قصيرة جداً.
وأشار إلى أن سعر الصرف سيتفاعل خلال الأيام القليلة المقبلة بشكل كبير مع القرارات الجديدة التي اتخذها البنك المركزي السورية خلال الفترة الماضية.
ولفت إلى أن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي قد يصل إلى مستويات الـ 10 آلاف ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد قبل نهاية شهر شباط/ فبراير القادم.
وختم الخبير حديثه للموقع مشيراً إلى أن الفجوة بين السعر الرسمي والسعر المتداول في السوق السوداء ستتسع من جديد خلال الأيام القليلة المقبلة، منوهاً أن البنك المركزي سيجد نفسه يدور في حلقة مفرغة نظراً لفقدان الجهات المعنية على الاقتصاد السوري بشكل كامل خلال السنوات الماضية.
المصدر طيف بوست