نشر الكاتب المعروف وضاح صائب شكوى الو وزير الصحة حول تجربته الشخصية في أحد المشافي
برسم معالي السيّد وزير الصحّة...
مَن ينصف المواطن من جشع الأطباء والمشافي الخاصّة؟
يراجع المريض قسم الإسعاف في إحدى المشافي في حي التجارة يشكوى التهاب رئة، فتقوم المشفى بإجراء أكثر من أربعين تحليل دم، 90% منها لا علاقة لها بالشكوى، ُثمّ تطلب من المريض المغادرة إلى مشفى آخر لعدم توفّر أسرّة شاغرة، بعد دفع 180 ألف ليرة! ودون تقديم ما يبرّر دفع المبلغ مع عجز المشفى عن معالجة الحالة.
ينتقل المريض إلى غرفة العناية في مشفى آخر، خاص ومشهور في وسط المدينة، لتقوم المشفى بتكرار ذات التحاليل التي أجريت منذ ساعتين، وبعدد تجاوز الثلاثين تحليلاً، 90% منها لا علاقة لها بالشكوى،منها على ما ورد في الفاتورة على سبيل المثال خمسةتحاليل سكّر رغم عدم شكوى المريض من حالة سكر زائد،ناهيك عن قيمة 12 سرنغ لم يستخدم سوى إثنان منها، وأجور الممرض الذي سحب العينة بواقع 20 ألف ليرة، والطبيب الشاب المتابع بواقع خمسين ألف ليرة، وأجور استشاري الكلية (لا الرئة) مائتي ألف ليرة! والأنكى هو تحميل المريض أجور تعقيم الأجهزة بواقع ستين ألف ليرة، كما لو كان التعقيم ليس جزءاً أساسيّاً من التزامات المشفى، بالإضافةإلى أكثر من عشرين تفصيلاً آخر ما أنزل الله بها من سلطان، لتصل قيمة الفاتورة عن بضع ساعات إلى مليون وثمانمائةوعشرين ألفاً.
هذا نموذج لما يعاني منه المواطنون الذي يضطرون لمراجعة المشافي الخاصّة، يتكرّر كلّ يوم، دون أن يجد المواطن من يحميه وينصفه .
يحتاج الأمر إلى مراجعةبروتوكول الفوترة بإشراف الوزارة المعنيّة لوقف حالة التسيّب ونهب المواطن.
الوثائق متوفرة، وحمى الله السوريين الذين لا حل أمامهم سوى الاستجارة بحكومتهم.