واصلت الليرة السورية تحسنها بشكل ملحوظ خلال الساعات القليلة الماضية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، حيث بلغ سعر صرفها خلال فترة التعاملات الصباحية اليوم إلى مستويات أقل من عتبة الـ 6000 ليرة سورية للدولار الواحد.
وكثر الحديث خلال الأيام الماضية عن الأسباب التي أدت إلى تحسن قيمة الليرة السورية بهذا الشكل رغم عدم وجود أي إجراءات اقتصادية من شأنها أن ترفع سعر صرف العملة السورية أمام الدولار وبقية العملات.
وضمن هذا السياق، فجر خبير اقتصادي من دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” مفاجأة من العيار الثقيل حول سعر صرف الليرة السورية الحالي أمام الدولار الأمريكي.
وأوضح الخبير أن تحسن سعر صرف الليرة السورية حالياً هو عبارة عن تحسن وهمي يأتي في سياق إعلامي، مشيراً إلى أن المواطنين لا يمكنهم الحصول على سعر الصرف المتداول حتى في السوق السوداء، فهو سعر على الشاشات فقط.
كما أكد أنه بالنظر إلى أسعار المواد الغذائية الأساسية في الأسواق السورية اليوم سندرك تماماً أن التجار يسعرون بضائعهم على اعتبار أن سعر صرف الليرة السورية فوق مستويات الـ 7000 ليرة سورية للدولار الواحد وليس كما يظهر في النشرات.
ولفت الخبير الاقتصادي أن الأسعار الحالية على الشاشات شيء وعلى أرض الواقع شيء آخر مختلف تماماً، منوهاً أن جميع التعاملات تؤكد أن السعر المتداول حالياً وهمي، وبأن السعر الحقيقي لليرة السورية مقابل الدولار هو عند مستويات الـ 7000 ليرة لكل دولار.
ونوه إلى أن المواطنين في سوريا يدركون تماماً أن أي تحسن في سعر الصرف لا يعقبه انخفاض بأسعار المواد الغذائية يعتبر بمثابة ضحك على اللحى ويبقى تحسناً وهمياً وإعلامياً لا أكثر ولا أقل.
وتوقع الخبير أن ينكشف ضعف الليرة السورية وتحسنها الوهمي في غضون أيام قليلة، مؤكداً أن أي تحسن لا يأتي بفعل إجراءات اقتصادية حقيقية فإنه سرعان ما سيتحول إلى عامل سلبي سيؤدي إلى انخفاض سريع بسعر الصرف.
ورجح الخبير أن تشهد الليرة السورية انهياراً دراماتيكياً بقيمتها وسعر صرفها مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات النصف الثاني من شهر كانون الأول/ يناير الجاري.
ولفت إلى أن المكاسب التي حققتها الليرة السورية خلال الأسبوع الأول من العام الجديد من المرجح أن تخسرها خلال ساعات قليلة، موضحاً أن العملة السورية عودتنا على هذا السيناريو خلال السنوات الماضية.
وبيّن تحسن قيمة الليرة السورية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بدوران عجلة الإنتاج في البلاد، منوهاً أنه في حال لم يكون الميزان التجاري بين الصادرات والواردات متوازناً فإن الليرة السورية ستواصل معاناتها وضعفها أمام الدولار في الفترة المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية وصل في أسواق العاصمة دمشق صباح اليوم إلى مستويات قريبة من عتبة الـ 5975 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد، بينما بقي سعر الصرف في أسواق إدلب والحسكة عند مستويات أعلى من عتبة الـ 6000 ليرة للدولار.
تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News
