بات الحصول على مازوت للتدفئة حلماً، ما دفع السوريون للاعتماد على الحطب والبحث عن بديل آخر أيضاً، ولأن الحاجة أم الاختراع فقد لجأ السوريون إلى التدفئة بمدافئ قشور الفستق (العبيد؛ والحلبي) وهذه المواد صديقة للبيئة ولا تنبعث منها الروائح.
وبعد تجارب عدة، يحكي أصحابها ميزات هذه التدفئة لـ “أثر”، فيقول أبو وائل القادم من مدينة إدلب: “نتيجة انقطاع مادة المازوت لجأت إلى مدفأة (قشر الفستق الحلبي أو العبيد لا فرق)، إنها وسيلة صحية ولا تنبعث منها الروائح وهي أقل كلفة من المازوت الذي حلقت أسعاره حيث وصل سعر 20 ليتراً من المازوت إلى 275 ألفاً ولا يكفي لأكثر من أسبوع بينما سعر الطن من قشر الفستق ما بين مليون ومليون وسبعمائة ألف أي كل كيلو يكلف 1700 ليرة لكن (الأفضل شرائه بكميات كبيرة)”.
وعن آلية تجفيفه، قال أبو منصور الذي يعمل في مهنة تنشيف قشور الفستق واليوم بات تاجراً يبيع ويشتري المادة: “بعد تجفيفه آلياً وتقشيره؛ تجمع القشرة الخارجية للحبة والغلاف الداخلي القاسي ويحتفظ بها للشتاء القادم وبذلك جفت تماماً من أي رطوبة”، مضيفاً: “كانت هذه القشور ترمى في القمامة أما اليوم فائدتها عظيمة”.
من جهته، الخبير الزراعي أكرم عفيف أوضح لـ “أثر” أن قشور الفستق الحلبي تحتاج إلى مدفأة خاصة قد تكون كلفتها مرتفعة عند بعض الناس إلا أن القشور فكلفتها منخفضة وليس لها رائحة وصديقة للبيئة.
ولفت إلى أن السوريين يشترونها من المقاشر ومستودعات التخزين عند بعض التجار، ولها مدفأة خاصة تم تطويرها وأصبحت تعمل رقمياً، حيث أضيف للمحرك جهاز توقيت زمني، للتحكم بكمية القشور الداخلة لغرفة الاحتراق ودرجة الحرارة المطلوبة، فعلى سبيل المثال يعمل الحلزون على إدخال القشور لمدة عشرين ثانية ثم يتوقف دقيقة، حتى تتم عملية الاحتراق ويعاود الدوران مرة أخرى.
وأضاف عفيف لـ “أثر”: “تطوير المدفأة بهذا الشكل جعلها اقتصادية أكثر، واستطعنا الحصول على درجات حرارة أكثر انتظاماً، ويتراوح سعر المدفأة الواحدة ما بين مليون إلى مليون ونصف ليرة”.
ولفت عفيف إلى أن هذه المدافئ تنتشر في المناطق الأكثر زراعة للفستق الحلبي، وهذا ما دفع المصنعين لابتكار أشكال وأحجام جديدة، تتناسب ورغبة الزبائن، إضافة لتصنيع أفران لاستخدامها في طهو الطعام.
وختم الخبير الزراعي أكرم عفيف، كلامه لـ “أثر” قائلاً: “بالمقابل من ليس لديه الإمكانية المادية لشراء المدفأة المطورة حديثاً، يضع قشور الفستق يدوياً في مدافئ صغيرة، على حين يخلط آخرون القشور مع ما جمعوه من أخشاب وحطب ومواد قابلة للاحتراق، لتسرع الاشتعال لاحتوائها على مواد زيتية ودهنية”.
أثر برس