واصلت الليرة السورية انهيارها بشكل متسارع مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، وذلك في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن الحلول التي من الممكن إيجادها لإيقاف تدهور العملة السورية بعد أن بلغ سعر صرفها مستويات قياسية وتاريخية جديدة مؤخراً.
وضمن هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي “علاء الأصفري” في حديث لموقع “كيو ستريت” أن المسؤولين عن الملف الاقتصادي في البلاد ما زالوا يدورن في حلقة مفرغة.
وأوضح أن الجهات المعنية دائماً ما تختار الطريقة الأسهل لمواجهة أي ضغوطات سواءً كانت داخلية أم خارجية، ودائماً ما يكون الحل لديها هو رفع الأسعار، الأمر الذي يؤدي إلى زيادات هائلة في معدلات التضخم مما يؤثر على الوضع المعيشي للمواطنين بشكل مباشر.
وكشف “الأصفري” في معرض حديثه وجود مئات ملايين الدولارات مخبأة تحت أسرة كبار التجار الذين يقودون السوق السوداء وعمليات التهريـ.ـب.
وبيّن الخبير أن الفساد بدأ مؤخراً يأكل الأخضر واليابس في البلاد، مطالباً الجهات المعنية بوضع حد لهؤلاء التجار والرؤوس الكبيرة التي تدير السوق السوداء والتهريـ.ـب، وبأن لا تكتفي بالإمساك بالرؤوس الصغيرة.
ونوه أن الحصول على كميات كبيرة من القطع الأجنبي عبر الإمساك بالرؤوس الكبيرة التي تدير السوق السوداء من شأنها أن تغير الواقع الاقتصادي والمعيشي في البلاد نوعاً ما.
وحذر “الأصفري” بالقول: “عندما يكون هناك فـ.ـسـ.ـاد لا يمكن أن تسيطر عليها الحـ.كـ.ـومة فذلك كـ.ـارثة تنذر بانهيار اقتصادي كامل”.
وحول أوضاع العائلات والأسر السورية في الوقت الراهن في سوريا، أشار الخبير إلى أن رب الأسرة حالياً غير قادر على تأمين أبسط مقومات الحياة والمعيشة لأسرته.
ولفت إلى أن وصول الوضع إلى ما هو عليه الآن في البلاد يؤكد على أن الحـ.ـكـ.ـومة تفتقد إلى مخطط استراتيجي متكامل، موضحاً أن إدارة الاقتصاد السوري في المرحلة الراهنة يتم بطريقة انفعالية بعيدة كل البعد عن الواقع.
وبيّن الخبير الاقتصادي أن المسؤولين عن الملف الاقتصادي في البلاد يتجهون في أي أزمة إلى رفع الأسعار بشكل مباشر ولا يفكرون بحلول أخرى، مشيراً إلى أن قرار رفع أسعار المحروقات الذي تم اتخذه مؤخراً سينعكس سلباً على أسعار الكثير من المواد والمنتجات.
ولفت إلى أن المحروقات تعتبر عصب الإنتاج في البلاد، مرجحاً أن يكون هناك ارتفاع بأسعار المواد الغذائية والصناعية والزراعية والأدوية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتوقع الخبير الاقتصادي أن يكون أكثر من 90 بالمئة من الشعب السوري تحت خط الفقر في الفترة المقبلة، منوهاً أن الأسرة المكونة من 5 أفراد ستحتاج إلى نحو 2.8 مليون ليرة سورية بالحد الأدنى لتأمين المستلزمات الأساسية فقط، وذلك في حال عدم زيادة التضخم، وفق تعبيره.
وختم “الأصفري” حديثه للموقع مطالباً الجهات المعنية بالكف عن التنظير الإعلامي الذي يستفـ.ـز الشعب السوري، مشدداً على أن الحل موجود، ولكن يلزمه فكـ.ـراً إدارياً قـ.ـويـ.ـاً، ويلزمه مخطـ.ـطاً فاعلاً وقـ.ـاسـ.ـياً حتى نخرج من عنق الزجـ.ـاجـ.ـة، حسب وصفه.
متابعات
تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News
