كثرت التحليلات والتنبؤات في الآونة الأخيرة حول المستقبل الذي ينتظر الاقتصاد السوري ومصير قيمة الليرة السورية أمام الدولار وبقية العملات الأجنبية تزامناً مع وصولها إلى مستويات تاريخية جديدة في الانخفاض صباح اليوم وتخطيها عتبة الـ 6 آلاف ليرة للدولار.
وضمن هذا السياق، كشف خبير اقتصادي مقيم في العاصمة السورية دمشق في حديث لموقع “طيف بوست” عن أمر واحد فقط من الممكن أن يجعل الليرة السورية والاقتصاد السوري يستفيقان من موتهما السريري.
وأشار الخبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمـ.ـنية أن الأمر الوحيد يتعلق بمسار الحل السيـ.ـاسي في سوريا، مشيراً إلى عدم وجود أي إجراءات اقتصادية يمكن اتخاذها في ظل الواقع الاقتصادي الحالي في البلاد.
كما لفت إلى أن تقديم دمشق لتنازلات سيـ.ـاسية معينة من شأنه أن يحل معظم الأزمات الاقتصادية والمعيشية في البلاد في غضون شهر واحد فقط، مؤكداً أن ما يحدث في البلاد حالياً جاء نتيجة تراكم المشكلات الاقتصادية وترحيلها بشكل مستمر خلال السنوات الماضية.
وأوضح أن كافة الإجراءات الاقتصادية التي جرى الحديث عنها في الفترة السابقة مثل تعويم سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار أو طرح أوراق نقدية جديدة من فئات أكبر لن يجدِ نفعاً.
وبيّن أن الإجراءات الاقتصادية في حال اتخاذها سيكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على الليرة السورية والاقتصاد السوري بشكل عام، مشيراً أن لبنان اتجهات سابقاً نحو تعويم سعر صرف عملتها، فانخفضت من مستويات الـ 6 آلاف إلى مستويات الـ 40 ألف ليرة لبنانية للدولار في غضون عامين فقط.
ونوه إلى أن الإجراءات الاقتصادية آنفة الذكر من الممكن اتخاذها في ظروف معينة، لكن في الظروف التي تعيشها سوريا لا يمكن اتخاذ أي إجراءات نظراً لأن عجلة الإنتاج متوقفة في البلاد ولا يمكن التعويل على تصدير مواد من الممكن أن تساهم في تأمين القطع الأجنبي.
وبسحب الخبير الاقتصادي فإن حالة الإفلاس أصبحت واضحة وضوح الشمس مهما حاولت الحكـ.ـومة أن تغطيها بغربال، متوقعاً أنه مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد ستتكشف الكثير من الأمور المخفية عن المواطنين.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة في سوريا ستكون حساسة جداً على الصعيدين الاقتصادي والسيـ.ـاسي، مؤكداً على وجود ارتباط وثيق بين المسارات الاقتصادية والسيـ.ـاسية وما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا خلال الفترة القادمة.
وتوقع الخبير أن يصل سعر صرف الليرة السورية خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة إلى مستويات قياسية وتاريخية جديدة أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية.
ولم يستبعد الخبير الاقتصادي أن يصل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار لمستويات الـ 6500 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد مع نهاية عام 2023.
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية وصل مع افتتاح نشرة تعاملات اليوم إلى مستويات أعلى من عتبة الـ 6000 ليرة سورية للدولار الواحد في العديد من المدن والمحافظات في البلاد.
متابعات