المصدر: الجزيرة مباشر + صحيفة لوموند الفرنسية
كشفت صحيفة لوموند الفرنسية، أن الصحفيين الإسرائيليين الذي قدموا لتغطية المونديال في قطر خسروا مباراتهم مسبقًا بالنظر إلى مقاطعة جماهير المشجعين العرب لهم.
وأوضحت الصحيفة أن مراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية جاؤوا إلى قطر بسقف توقعات عال جدا، لا سيما أن إسرائيل وقعت اتفاقيات سلام مع عدد من الدول العربية.
وقالت الصحيفة إن المراسلين الإسرائيليين أصيبوا بخيبة أمل كبرى جراء نبذهم من قبل المشجعين العرب ورفض التعاطي معهم.
وتابعت الصحيفة أنه في بعض الحالات يكون الرفض مصحوبًا بهجمات لفظية، كما يظهر في فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لأحد المشجعين وهو يقول لمراسل إسرائيلي “لا إسرائيل لا ، لا توجد سوى فلسطين، أنت غير مرحب بك هنا”.
واستدلت الصحيفة بالأحداث والمواقف التي نشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، كان فيها المشجعون المغاربة يحتفلون ويرفعون إعلام بلادهم أمام فريق من المراسلين، وعندما قال أحد الصحفيين “نحن من إسرائيل” قامت الجماهير المغربية بالخروج من إطار الكاميرا والمضي قدما. ليجيبهم الصحفي “لكننا أصدقاء جدد، لقد صنعنا السلام”.
وتابعت الصحيفة أن المراسل الإسرائيلي احتج باتفاقية الاعتراف الدبلوماسي المبرمة بين بلاده والمملكة المغربية في ديسمبر/كانون الأول 2020، وهو يقول “لكنكم وقعتم اتفاقية سلام.. وقعتم على اتفاقية سلام”.
ونقلت الصحيفة عن المراسل الدبلوماسي لقناة “كان” الرسمية (مواف فاردي) أن 10% فقط من العرب الذين تعامل معهم كانوا متعاونين. وأضاف “عندما عرفوا أني اتيت من إسرائيل كانوا يبتعدون عني كأني مصاب بالطاعون”.
وقالت إن دولة قطر فتحت أبوابها أمام الصحفيين الإسرائيليين الراغبين في تغطية مباريات كأس العالم بناء على قرارات الاتحاد الدولي. ولذلك قامت بفتح خط جوي مؤقت بين تل أبيب والدوحة.
وتابعت لوموند أن أعضاء الوفد الإعلامي الإسرائيلي الذي قدم للدوحة، توقع أن تسهل ديناميكية التطبيع الحالية بين إسرائيل وبعض الدول العربية من سير عملهم، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة منذ بدء المسابقة وواجهوا بالرفض المنهجي من قبل المشجعين العرب، كعلامة على التضامن مع الفلسطينيين.
وخلصت الصحيفة إلى القول بأن نبذ الصحفيين الإسرائيليين في مونديال قطر، يؤكد أن القضية الفلسطينية لا زالت تشكل عنصرًا هيكليًا للهوية العربية وتوضح الفجوة العميقة بين القادة وبين شعوبهم، على حد قولها.