يشير خبراء في مجال الاقتصاد إلى أن توجه السوريين نحو “الدولرة” يأتي بحكم الأمر الواقع، حيث تشهد الليرة السورية انخفاضات متتالية بقيمها بشكل متواصل، وهذا الأمر يسبب خسائر كبيرة للمواطنين في حال لم يتداركوا الموقف عبر تحويل مدخراتهم إلى دولار أو ذهب، وبالتالي حماية أموالهم من أن تفقد قيمتها مع مرور الوقت.
كذلك أكد محللون على أن من أهم أسباب التوجه إلى “الدولرة” في سوريا حالياً، هو استمرار تضخم المبالغ المتوجب دفعها أو تحصيلها بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري، تزامناً مع معاناة الأسواق من نقص في السيولة النقدية بسبب الضوابط التي فرضتها البنوك السورية مؤخراً عبر وضع سقوف محددة للسحوبات والتحويلات الداخلية.
ويوضح المحللون أن الكثير من أصحاب رؤوس الأموال والتجار ورجال الأعمال اتجهوا في الآونة الأخيرة إلى عقد صفقات بالدولار الأمريكي من أجل الحفاظ على أموالهم من فقدان القيمة، مشيرة إلى أن التجار الذين لم يقوموا “بدولرة” أموالهم إما أعلنوا إغلاق مشاريعهم وإما قرروا مغادرة البلاد لفتح استثمارات في الخارج.
وكشف الخبراء أن التعامل بالدولار أو التسعير به على أقل تقدير بات أمراً واقعاً اليوم في سوريا لا يمكن إنكاره حتى من قبل حكـ.ـومة البلاد.
وحول الطريقة التي يقوم بها السوريون بـ”الدولرة” أو تحويل أموالهم بالعملة السورية إلى دولار، تشير مصادر محلية إلى أن معظم المواطنين السوريين يلجأون إلى تأمين الدولار بحذر شديد من السوق السوداء، لاسيما التجار الذي يسعرون بضائهم بالدولار نظراً لحصولهم عليه بالسعر المتداول في السوق الموازي وليس بالسعر الوارد في النشرات الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي.
وبينت المصادر أن الدولار أصبح موجوداً في مختلف المحال التجارية والقطاعات في الأسواق السورية، مؤكدة أن أغلب نقاط البيع باتت تعمل كمال صرافة، ولكن مع توخي الحذر وضمن نطاق محدود، وبالأخص مع الزبائن القادمين من خارج سوريا أو من المحافظات الواقعة في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد التي تعتبر من أكثر المناطق حالياً في سوريا بالنسبة لتوفر الدولار الأمريكي فيها.
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية وصل اليوم صباحاً في المناطق الشرقية إلى مستويات أعلى من عتبة الـ 5800 ليرة سورية لكل دولار واحد.
بينما وصل سعر الصرف في الأسواق الرئيسية مع افتتاح نشرة التعاملات صباح اليوم إلى مستويات تخطت حدود الـ 5420 ليرة سورية للدولار الواحد.