كشفت مصادر محلية عن إجراءات عاجلة اتخذها البنك المركزي خلال اليومين الماضيين في سبيل الحصول على الدولار ورفد خزينته الفارغة بالقطع الأجنبي من أجل التدخل في سوق الصرف بهدف الحد من انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار.
وأشارت المصادر إلى أن مصرف سوريا المركزي وبعد شح موارده من القطع الأجنبي أوعز للجهات المختصة بضرورة تأمين القطع الأجنبي بأي طريقة كانت من أجل محاولة عدم حدوث تدهور كبير في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في الأيام المقبلة.
وأوضحت المصادر أن الجهات المختصة قامت خلال الـ 48 ساعة الماضية بحملة قوية وداهـ.ـمــ.ـت العديد من المحال التجارية ومكاتب شركات الطيران في مدينة دمشق بحثاً عن الدولار الأمريكي.
وبينت أن عناصر الجمـ.ـارك بالتحديد كانوا على رأس الدوريات التي شاركت في عمليات المداهـ.ـمة التي اشتكى منها عدد من أصحاب المحال، لاسيما أن المـداهـــ.ـمـ.ـات كانت بطريقة استفـ.ـزازية.
ونقلت المصادر عن أحد أصحاب المحال تأكيده أن الطريقة التي دخل فيها عناصر الجمـ.ـارك بعرض التفتيش، تعتبر طريقة غير أخـ.ـلاقية، مشيراً أن حجة تلك الدوريات هي حيازة تلك المحال على الدولار الأمريكي والتعامل به وحيازة القطع الأجنبي.
من جهته، نقل موقع “تلفزيون سوريا” عن صاحب أحد محالات الألبسة في منطقة الصالحية في دمشق قوله: “دخل عنـ.ـصران من الجمـ.ـارك لمحلي وفتـ.ـشوا أدراج المكـ.ـتب، وكذلك الكمبيوتر وجـ.ـوالي”.
وأشار أصحاب العديد من المحال التجارية في العاصمة السورية دمشق أن هذه الحملات ليست الأولى وليست الأخيرة، مؤكدين أن هذه الحملات تحدث كل بين الفينة والأخرى بحجة تعامل أصحاب المحال التجارية بغير الليرة السورية.
كما أوضحت مصادر متطابقة من العاصمة دمشق بأن الحملات في الآونة الأخيرة بدأت تطال جميع المحال الصغيرة منها والكبيرة، وليس فقط بيع الأغذية وإنما تعدى الأمر ذلك ليطال محال الحلويات والألبسة وأماكن بيع المنظفات والأدوات المنزلية وشركات بيع تذاكر الطيران.
وبينت المصادر أن عمليات التفتيش كانت دقيقة وشملت كافة الغرف والمكاتب والموبايلات وحتى سلل المخصصة لرمي المهملات، وذلك بحثاً عن الدولار تحت ذريعة أن الأماكن التي تمت مداهمتها تتعامل بغير الليرة السورية أو تقوم بتصريف الدولار في السوق السوداء.
ووفقاً للمصادر فإن الإجراءات آنفة الذكر إن دلت فيه تدل على حجم النقص لدى البنك المركزي من القطع الأجنبي، مشيرة إلى أن القادم أسوأ في ضوء المعطيات المتوفرة في الوقت الحالي، سواءً بالنسبة لسعر صرف الليرة السورية أو بالنسبة للوضع الاقتصادي في البلاد عموماً.
ويأتي ما سبق تزامناً مع استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة مع ارتفاع جنوني بأسعار كافة المواد والسلع الأساسية في الأسواق المحلية، لاسيما أسعار المواد الغذائية الرئيسية.
ويترافق ذلك مع توقعات بوصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات تاريخية جديدة في الفترة القادمة، حيث وصل سعر الصرف اليوم صباحاً لمستويات أعلى من عتبة الـ 5200 ليرة للدولار في كافة المدن والمحافظات في البلاد.
متابعات
تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News
