كشفت مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماعات التي يتم عقدها وراء أبواب مغلقة بين المسؤولين عن الملف الاقتصادي في سوريا من جهة، والتجار ورجال الأعمال من جهة ثانية، مشيرة إلى احتدام المواقف خلال الاجتماعات التي عقدت في الأيام الماضية.
وأشارت المصادر إلى أن أحد التجار (دون تسميته) فضح المستور خلال اجتماع مع المسؤولين عن الملف الاقتصادي في البلاد حول الأسباب الحقيقة لاستمرار تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية، لاسيما في الآونة الأخيرة.
وأوضحت أن التاجر ألقى باللوم على السياسات التي يتبعها الفريق الاقتصادي في حصر عملية استيراد المواد من خارج البلاد بيد فئة قليلة، مشيراً أن تلك الفئة هي السبب الرئيسي في استمرار انخفاض قيمة العملة الوطنية نظراً لأنها تقوم بتحويل أمولها إلى دولار ومن ثم تقوم بالمضاربة على سعر الصرف في السوق.
وبينت المصادر أن الرد الفوري جاءه على شكل “صفعة” غير متوقعة من أحد المسؤولين عن الاجتماع، حيث رد عليه بالقول: “أنت أيضاً لا تتوانى عن تحويل أموالك إلى دولار على مدار الساعة”.
ونوهت المصادر أن محاولة التجار في انتزاع قرار بفتح باب الاستيراد لجميع التجار ورجال الأعمال السوريين باءت بالفشل، لافتةً إلى أن المسؤولين عن هذا الملف يحاول حصر عملية الاستيراد بفئة محددة من أجل تحقيق مصالحهم الضيقة.
ولفتت إلى أن السياسات التي يتعبها الفريق الاقتصادي في البلاد لا تخدم الواقع الاقتصادي في سوريا ولا تصب في مصالحة الليرة السورية، وما هي إلا سياسات يمكن اعتبارها بأنها لعب على أوجـ.ـاع المواطنين.
وبحسب المصادر فإن الفئة التي تسيطر على عملية الاستيراد من الخارج دائماً ما تتذرع بأنه في حال تم فتح أبواب الاستيراد للجميع كما هو الحال في دبي ولبنان، فإن ذلك يعد بمثابة إعـ.ـلان وأد الإنتـ.ـاج وتكـ.ـريس الاستهــ.ـلاك كمنهج لاقتـ,ـصاد يسعى لتثبيت قـ.ـوامـ.ـه في خارطة الاقتصادات العالمية.
وأشارت المصادر إلى أن الفئة المسيطرة على الاستيراد خاصةً، والتجار السوريين عموماً يبدو أنهم قد ألغوا من قاموسهم مفـ.ـهـ.ـوم التصدير وأبقوا فقط على مفهوم الاستيراد الذي يساهم كبير في زيادة ثروتهم دون تقديم أي لفائدة للاقتصاد السوري.
وأوضحت أن معظم التجار اليوم يبدون غير مهتمين على الإطلاق بما سينتاب واقع الإنتاج المحلي من آثار وتداعيات تزيد من تدهوره الحالي في حال لم يلفت الجميع إلى أهمية إعادة عجلة الإنتاج في البلاد إلى الدوران من جديد.
كما نوهت المصادر أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى وصول واقع الإنتاج في البلاد إلى ما هو الآن، هو تحول قسم كبير من الصناعيين السوريين إلى تجار ورجال أعمال يلهثون وراء السماح لهم بالقيام بعمليات الاستيراد نظراً للأرباح المهولة التي من الممكن تحقيقها عبر استيراد المواد من الخارج وطرحها في الأسواق المحلية.
متابعات