أدلى وزير المالية السعودي “محمد الجدعان” بتصريحات جديدة ملفتة وهامة بخصوص مستقبل اقتصاد ورفاهية الشرق الأوسط والعرب خلال الستة أعوام المقبلة، وذلك في ضوء التقارير التي تحدثت عن أزمة اقتصادية ومالية عالمية كبرى قادمة بدأت ملامحها تلوح في الأفق.
وتوقع الوزير السعودي أن تكون الأشهر الـ 6 القادمة وربما الأعوام الـ 6 القادمة “جيدة جداً” لدول الخليج، لكنها ستكون “صعـ.ـبة جداً” على منطقة الشرق الأوسط الأوسع، وفق تعبيره.
وقال “الجدعان” في حديث له خلال مؤتمر مبـ.ـادرة الاستثمار الذي أقيم في العاصمة السعودية “الرياض”، إن الأشهر الـ 6 القادمة ستكون صـ.ـعبة على المستوى العالمي اقتصادياً، مشيراً إلى أن بلاده ستلعب دوراً هاماً في مساعدة المنطقة.
وأوضح المسؤول السعودي أن بلاده تقوم حالياً بالعمل والتنسيق مع الشركاء من أجل تقديم الدعم للدول التي تتعرض لأزمـ.ـات في المنطقة.
وبيّن أن السعودية قامت مؤخراً بإرسال مساعدات تشمل موارد للطاقة ومواد غذائية إلى عدة دول منخفضة الـ.ـدخـ.ـل وغيرها.
وفي سياق متصل، أطلقت المملكة العربية السعودية تحذيرات وتنبيهات جديدة بما يتعلق بنقص الاستثمار في الهيـ.ـدروكربونات، لاسيما في ظل وجود فـ.ـائـ.ـض ضعيف في الطـ.ـاقـ.ـة الإنتاجية بينما ما زال الطلـ.ـب قـ.ـوياً نسبياً رغم قـ.ـوة الـ.ـريـ.ـاح الاقتصادية المعاكسة.
وأفاد وزير المالية السعودي أن على الجميع أن يفكروا حالياً في الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة وتغير المنـ.ـاخ، لأن هذا التفكير أصبح الآن أكثر واقعية نظراً لأن الانتقال في الواقع لن يستغرق عاماً واحداً ولا 10 أعوام ولكن قد يستغرق 30 عاماً.
ونوه إلى أهمية أن يتجه الجميع للاستثمار في أمن الطاقة، لكن دون إهمال التفكير في تغيرات المناخ في ذات الوقت، على حد قوله.
وفي شأن ذي صلة، كانت العديد من التقارير الصادرة عن مواقع اقتصادية قد أكدت بأن الوضع الاقتصادي على الصعيد العالمي خلال الفترة المقبلة من شأنه أو يؤدي إلى كـ.ـارثة اقتصادية وإنسانية في الدول التي تعاني من مشكلات اقتصادية متراكمة مثل سوريا.
ونوهت إلى أن الوضع الاقتصادي في سوريا خلال الستة أعوام المقبلة من المرجح أن يكون كـ.ـارثياً مع إمكانية انهيار الليرة السورية وإعلان الإفلاس بشكل كامل في ضوء استمرار توقف عجلة الإنتاج وعدم وجود استثمارات فضلاً عن عدم رغبة المستثمرين بفتح مشاريع جديدة هناك نظراً لأن البيئة غير مناسبة إطلاقاً للاستثمار.
كما لفتت التقارير إلى عدم وجود ضوء في نهاية النفق المظلم أو أي بارقة أمل بخصوص تحسن الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا في المدى المنظور على أقل تقدير.
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة السورية وصل إلى مستويات الـ 5300 ليرة سورية لكل دولار صباح هذا اليوم، بينما تخطى عتبة الـ 5450 ليرة سورية للدولار في بعض المدن الشرقية من البلاد.
فيما استمرت أسعار معظم المواد والسلع الأساسية بالتحليق عالياً في ظل بقاء مستوى الدخل والأجور ثابتاً، الأمر الذي أدى إلى انعدام القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من السوريين.
المصدر طيف بوست