شهدت الليرة السورية في الآونة الأخيرة انهياراً حقيقياً بقيمتها وسعر صرفها مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، ووصل سعر الصرف خلال التعاملات اليوم إلى مستويات قياسية جديدة بالانخفاض في العديد من المحافظات والمدن في البلاد.
وتزامناً مع ذلك يخيّم صمت مطبق من قبل الجهات الحكـ.ـومية الرسمية التي لم تخرج لتوضح للناس أسباب انهيار قيمة الليرة السورية بشكل متسارع أمام الدولار وبقية العملات مؤخراً، كما يحدث عادة في معظم الدول حول العالم في مثل هكذا حالات.
وتشير معظم التقارير والتقديرات الصادرة عن مراكز أبحاث وخبراء اقتصاديين إلى وجود حالة إفلاس غير معلن في سوريا خلال المرحلة الحالية، وهو ما تجلى في عدم قدرة البنك المركزي السوري على التدخل في سوق الصرف مؤخراً نظراً لعدم امتلاكه القطع الأجنبي بما يكفيه للتدخل.
وضمن هذا السياق، قدر الخبير الاقتصادي والمحلل المالي “نوار طالب” في حديث لموقع “العربي الجديد” حجم الدين الداخلي المترتب على الحكـ.ـومة في سوريا بحوالي ترليون و 65 مليار ليرة سورية.
وأشار الخبير الاقتصادي في سياق حديثه للموقع بأن الديون الخارجية التي تترتب على الحكــ.ـومة تقدر بحوالي 17 مليار دولاراً أمريكياً، الأمر الذي يعكس مدى تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا، مما يفسر عدم قدرة مصرف سوريا المركزي على التدخل لإنقاذ الليرة السورية.
ولفت “طالب” إلى أنه من الوضح أن الدولة في سوريا قد وصلت إلى مرحلة الإفلاس شبه الكامل، حيث شـ.ـكك المحلل المالي بأهداف الحكـ.ـومة من طرح سندات الخزينة العامة للبيع والتداول الرسمي في بورصة دمشق في الفترة الأخيرة.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن الحكـ.ـومة أعلنت أن الهدف من طرح سندات الخزينة العامة للبيع هو تمويل الإنــ.ـفـ.ـاق الاستثماري بالمـ.ـوازنـ.ـة العامة، وتـ.ـأمين فرص استثمارية للقـ.ـطـ.ـاع المصرفي، في حين أن الهـ.ـدف الحقيقي هو تمويل الـ.ـــشـ.ـق الجاري بالمـ.ـوازنـ.ـة من أجل تسديد الأجـ.ـور بعد “إفلاس الـ.ـدولة”، وفق وصفه.
ونوه “طالب” في معرض حديثه إلى أن الحكـ.ـومة تبدو اليوم غير قادرة على زيادة الأجور والرواتب أو الاستيراد أو حتى التدخل بشكل مباشر لوقف نزيف الليرة السورية المتواصل مع وصول سعر صرفها إلى مستويات أعلى من عتبة الـ 5200 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد في معظم المدن في البلاد خلال تداولات اليوم.
واعتبر الخبير الاقتصادي والمحلل المالي بأن الـ.ـدائـ.ـن أو مشـ.ـتـ.ـري السـ.ـنـ.ـدات “خـ.ـاسر حكماً ومهـ.ـما بلغت نسـ.ـبة الفـ.ـائدة”، لأن نسبة التضـ.ـخـ.ـم السـ.ـنـ.ـوي لليرة السورية بإمكانها أن تأكل أي فائدة مهما كانت نسبتها.
وأضاف: “كما أن الحـ.ـكـ.ـومة خـ.ـاسـ.ـرة، لأنها تمول عـ.ـجـ.ـز المـ.ـوازنـ.ـة عبر اعتمادها على الدين الداخلي الذي تقوم بصرفه على الأجـ,ـور ونفـ.ـقـ.ـات المسؤولين، من دون إقـ.ـامـ.ـة مشروعات تـ.ـؤمـ.ـن عائـ.ـدات توازي سعر الفـ.ـائـ.ـدة”.