مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا تزامناً مع ارتفاع أجور المواصلات وأسعار النقل، كان لا بد إيجاد طريقة جديدة للتغلب على تلك الصعـ.ـوبات التي تفوق قدرة معظم السوريين القاطنين هناك.
وكعادة السوريين بالتأقلم مع الظروف الجديدة التي يفرضها الواقع عليهم، أدخلوا “التوك توك” إلى منطقة إدلب شمال غرب سوريا، لتكون الوسيلة الاقتصادية الأولى من نوعها في المنطقة على الرغم من أنها وسيلة نقل قديمة في غيرها من المناطق السورية والدول العربية.
وللوقوف على مواصفات “التوك توك” وسعره وطريقة وصوله إلى محافظة إدلب، نشر موقع “تلفزيون” سوريا تقريراً سلط من خلاله الضوء على بدء انتشار وسيلة النقل الجديدة في الشمال السوري، وتحديداً في محافظة إدلب.
التوك توك إدلب
ونقل الموقع عن أحد سكان المنطقة أن “التوك توك” وصل إلى إدلب عن طريق الاستيراد من الخارج، مشيراً إلى أن استيراد من هذا النوع من وسائل النقل يعتبر فكرة ممتازة من شأنها أن تساعد سكان المنطقة، لاسيما الطبقة الفـ.ـقيرة بالتغلب على ارتفاع أجور المواصلات.
وأفاد آخر بالإشارة إلى أن هذه الوسيلة تعتبر خياراً مناسباً للأشخاص الذي لا يملكون القدرة على شراء السيارات،كما أنها آلية مناسبة لأصحاب الدراجات النـ.ـارية، خاصةً في فصل الشتاء نظراً لأنها تقيم من الأمطار وبرودة الطقس.
وبحسب تقرير الموقع بأن ملكية أو آليتين من نوع “التوك توك” في إدلب تعود إلى “محمد الباشا”، وهو شخص من الغوطة الشرقية مهـ.ـجـ.ـر إلى إدلب، ويعمل “الباشا” على استيراد الآلية من تركيا إلى المنطقة بمساعدة آصدقائه المقيمين على الأراضي التركية.
وأشار “الباشا” إلى أن آلية “التوك توك” تصل إلى إدلب والأراضي السورية شمال البلاد قادمة من الصين عن طريق تركيا.
وحول فكرة استيراد “التوك توك” من الصين إلى إدلب والشمال السوري، قال “الباشا” في سياق حديثه للموقع، إن الفكرة جاءت بناءً على الحاجة الملحة لوجود وسيلة نقل اقتصادية وعملية في الاستخدام وبتكاليف قليلة مقارنة بباقي الوسائل المتاحة.
ولفت “الباشا” إلى أن الازدحام السكاني وارتفاع أسعار الوقود وأجور النقل والمواصلات في المنطقة دفعة للتفكير باستيراد “التوك توك” إلى إدلب على اعتباره خيار مناسب اقتصادياً من ناحية سعره وقدرته على تقديم الفائدة المرجوة لسكان المنطقة.
التوك توك إدلب
أما بالنسبة لمواصفات “التوك توك”، فأوضح “الباشا” أن الآلية لديها قدرة على حمـ.ـل تسعة ركاب، مشيراً أن العائلات ذات عدد الأفراد الكبير بإمكانها أن تعتمد على هذه الوسيلة في تنقلتها.
وبيّن أنه من الممكن أن يكون لهذه الآلية خيارة متعددة، من أهمها أنه يمكن استخدامها كعربة بعد طـ.ـي مقعدها الأخير، فضلاً عن إمكانية استعمالها كـ”تاكـ.ـسي” أجرة أو حتى للاستخدام الشخصي.
ووفقاً لـ”الباشا”، فإن استخدام السيارات الحديثة في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا بات حـ.ـكـ.ـراً على الأغنياء والطبقة التي يعتبر وضعها المادي جيداً إلى حد ما، بينما الطبقة الفـــ.ـقيرة من الممكن أن يكون “التوك توك” حلاً مناسباً وخياراً اقتصادياً ملائم لهم بدرجة كبيرة.
وقد قام “الباشا” باستيراد حوالي 30 قطعة من “التوك توك” إلى إدلب والشمال السوري، حيث يعمل على الترويج لها في موقعين حالياً، أولهما على طرق إدلب معبر “باب الهوى”، وثانيهما داخل مدينة إدلب بالقرب من دوار الزارعة.
أما بخصوص سعر “التوك توك”، فقد أشار “الباشا” إلى أن سعره يبلغ حوالي 1200 دولار أمريكي، موضحاً أن هذا السعر عليه خـ.ـصـ.ـم ما يقارب نحو 30 بالمئة من سعره الأصلي، مبيناً أن هذا الخـ.ـصـ.ـم يأتي في إطار محاولة الشركة المصنعة لجذب العـ.ـملاء والترويج لهذه الآلية بشكل لافت في المنطقة.