اقتصاد

هبـ.ـوط حـ.ـاد للدولار و إنهاء حقبة البترودولار

هبـ.ـوط حـ.ـاد للدولار و إنهاء حقبة البترودولار


وقد أحيا هذا الخبر التكهنات حول قرب انتهاء عصر ما يسمى بالبترودولار الذي بدأ في سبعينيات القرن العشرين، وأسهم في ترسيخ مكانة الدولار الأمريكي العالمية، كعملة مفضلة ومهيمنة بين احتياطات النقد الأجنبي حول العالم.

لماذا الآن؟

يبدو أن النقاش حول استخدام عملات أخرى غير الدولار تعود لأكثر من 50 سنة، وأن التوقعات حول استخدام اليوان الصيني لشراء النفط تعود لعدة سنوات.

من جانبه يقول رفيق لاتا: "إن حقيقة أن هذا التسريب قد ظهر الآن، يعكس التوتر في العلاقة السعودية الأمريكية، والتغيرات الهيكلية التي تشهدها سوق النفط العالمية منذ فترة، والبيئة الجيوسياسية التي خلقها غزو القوات الروسية لأوكرانيا، وأخيرا العلاقة المهمة مع الصين".

ويجمع العديد من الخبراء على أن مثل هذه الخطوة، إن حدثت، فإنها تهدف لتكون بمثابة بوليصة تأمين للسعودية والصين معا، لتقليل آثار أي عقوبات مستقبلية قد تعيق استخدام الدولار الأمريكي لإتمام عمليات بيع النفط بينهما.

بوابة بريكس

خلال الزيارة الهامة لرئيس دولة جنوب أفريقيا إلى المملكة العربية السعودية تم مناقشة رغبة المملكة العربية السعودية في الانضمام إلى تجمع دول البريكس.

حيث أكد الرئيس سيريل رامافوزا أن المملكة العربية السعودية أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى عائلة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا (بريكس).

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ستتم مناقشة قرار انضمام المملكة العربية السعودية إلى البريكس العام المقبل.

واختتم الرئيس زيارته الرسمية إلى المملكة، وهو واثق من أن البلدين قد عززا تعاونهما الثنائي المستمر، ووطدا شراكتهما الاستراتيجية.

انضمام السعودية

زار رامافوزا المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، واستضافه في جدة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود يومي 15 و 16 أكتوبر.

وقال الرئيس الجنوب إفريقي إن انضمام السعودية إلى بريكس سيعني تغييرًا كبيرًا في الدول التي تشكل الكتلة.

لكنه قال إن ذلك سيناقش خلال قمة ستعقد في جنوب إفريقيا العام المقبل، حيث ستجتمع دول البريكس في قمة العام المقبل برئاسة جنوب إفريقيا وستكون المسألة قيد النظر.

العلاقات الاقتصادية

وضع رامافوزا أجندة واضحة لتنمية العلاقات الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية، وأتاحت له الزيارة فرصة للمضي قدمًا في المناقشات السابقة حول الاستثمار والتعاون في القطاعات ذات الأولوية المحددة، ولا سيما الزراعة والدفاع والطاقة والنقل، مع المملكة.

وأشاد رئيس جنوب أفريقيا بمذكرات التفاهم الـ 17 باعتبارها شهادة على النجاح الحقيقي الذي يسعى البلدان إلى تحقيقه.

"بعد أن بدأت في عام 2018 بالتزام المملكة العربية السعودية باستثمار 10 مليارات دولار في اقتصاد جنوب إفريقيا، كان زرع البذرة من نواح كثيرة، وهذه البذرة تنبت وحتى الآن تم استثمار مليار دولار في جنوب إفريقيا من خلال شركة تدعى أكوا باور".

لمحة عامة

تبلغ قيمة صادرات النفط العالمية يمكن أن تبلغ خلال العام الحالي 2.6 تريليون دولار، وهي قيمة ضخمة تتطلب وجود سيولة كبيرة من العملة التي تستخدم في تجارة هذه السلعة.

تستورد الصين حاليا نحو 11 مليون برميل يوميا من النفط الخام، يأتي أكثر من 1.7 مليون برميل يوميا منها من السعودية وتمثل نحو 17% من إجمالي واردات الصين من النفط ونحو 26% من إجمالي صادرات النفط السعودية.

فيما تستورد الصين كمية مشابهة تقريبا، أي نحو 1.5 مليون برميل يوميا، من روسيا.

علاقة استراتيجية

تستقبل الأسواق الآسيوية مجتمعة حسب إحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لعام 2020، نحو 77% من صادرات النفط السعودية.

بينما تستقبل أوروبا 10% فقط من صادرات النفط السعودية، فيما تستقبل الولايات المتحدة نحو نصف مليون برميل يوميا فقط مع تزايد اعتماد الاقتصاد الأمريكي على النفط المنتج محليا.

وبناء على هذا الواقع، تسعى الدول المصدرة للنفط، ومن ضمنها السعودية وروسيا وغيرهما، لخلق علاقات استراتيجية مع الصين وبقية دول آسيا الكبرى، لضمان وصول نفطها الخام لهذه الأسواق الحيوية.

يتم هذا عبر سعي الدول المصدرة للنفط إلى بناء مصافي في الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان؛ مما يوفر لها عقود شراء طويلة المدى.

كتب بيد: Investing.com

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة