ظهور عدة حلول ذاتية الإبتكار من قبل المواطن، ومنها استعمال الدراجات النارية كوسيلة للتنقل داخل المدن والأحياء، رغم خطورتها.
دمشق السباقة..والتجرية عُمّمت
لعلّ سكان العاصمة دمشق هم أول من شهد استعمال” الموتور تكسي” نظراً للكثافة السكانية فيها حتى في سنين ماقبل الأزمة، ويتركز انتشار هذه الوسيلة أمام كراجات العباسيين والسيدة زينب والسومرية، حيث يضطر المسافر لركوب أي وسيلة توصله إلى مقصده.
إلا أن تجربة العاصمة انتقلت إلى المحافظات، مع وصول أزمة النقل إلى كل المدن والأرياف، لتشاهد عشرات الموتورات مصطفة أمام كراجات المدن الرئيسية، مستغلين ارتفاع أجور التكسي وقلة السرافيس العاملة على الخطوط.
“موتور طلب حبيب !!”
بهذه الجملة عادةً يبدأ صاحب الموتور سؤاله، ما يثير التعجب للوهلة الأولى في نفسك، ولأنك في بلد الأزمات، تستوعب السؤال لتجاوب بالنفي او الإيجاب، رغم رجحان كفة القبول نظراً لانخفاض كلفة ركوب الموتور إلى نحو ثلث أجرة التكسي تقريباً ً.
يروي أحد شبان مدينة جبلة، لتلفزيون الخبر، كيف أنقذ “الموتور تكسي” موقفه، مع اضطراره للسفر الى دمشق وعدم توفر أي وسيلة نقل أخرى.
وقال الشاب لتلفزيون الخبر” كنت مضطراً للسفر إلى دمشق لقضاء أمر مصيري لا يمكن تأجيله، وانتظرت أكثر من نصف ساعة في كراج جبلة دون وجود رحلات، ما دفعني للتفكير في السفر بسرعة إلى مدينة اللاذقية، كي ألحق آخر الرحلات الساعة 7.30 مساء”.
وتابع الشاب” ركبنا 4 أشخاص في التكسي على مبدأ “التطبيق”، مع تقاضي السائق 10 آلاف ليرة من كل شخص، وكان الإتفاق أن يوصلنا إلى كراج البرلمان لكنه لم يقبل بذلك، لأجد نفسي أمام مشفى “دراج” على مسافة بعيدة من كراج البولمان”.
وأضاف” لم تكن توجد أي سرافيس حينها، ولم أكن مستعداً ًلدفع أجرة تكسي مرة أخرى لأنها لن تتقاضى أقل من 10 آلاف ليرة، واستحالة انتظار باص النقل الداخلي”
وأردف” لأسمع صوت أحد الشبان يسألني” طلب حبيب، 4 آلاف عالكراج”. واعتقدت أولا ً أنه أحد سائقي التكسي، وعندما وافقت على ذلك تفاجأت بتقدمه نحو “موتور” مركون بجانب الطريق، مع قيام بعض الشبان بشحن جوالاتهم من بطاريته”.
وأكمل الشاب حديثه” بعد وصولي في الوقت المحدد إلى الكراج استطعت تأمين مقعد لكن على درج البولمان، لعدم وجود حجوزات، ما تسبب لي بآلام في جسدي استمرت لليوم الثاني، إضافة لوجود شابين اضطروا للسفر مثلي رغم معاناتهم من إصابات جسدية”.
ويختم الشاب لتلفزيون الخبر” عند قضائي للأمر الذي سافرت لأجله، وصلت إلى كراج العباسيين بدمشق، بانتظار الوصول إلى كراج البولمان للعودة إلى جبلة، لأجد عشرات الشبان من أصحاب الموتورات ينادون ” طلب حبيب” ما جعلني أضحك بشدة.
حل مرغوب رغم خطورته
التقى تلفزيون الخبر مع أحد أصحاب الموتورات في مدينة حمص، لسؤاله عن فكرة ركوب هذه الآلية، ومعرفة تكلفة استعمالها كوسيلة نقل شبيهة بالتكسي.
وأوضح الشاب أن” كل موتور يمشي مسافة كيلومترات معينة لكل لتر من البنزين، وهذا يعود لعدة عوامل أهمها ” نضافة الماكينة و”الكارباراتور”، حسب قوله.
وأضاف” متوسط المسافة التي يقطعها الموتور ما يقارب 30 كيلومتر باللتر الواحد، إضافة لكلفة الزيت والدواليب والفرامل، وغيرها من العوامل التي يتكلف عليها صاحب الآلية.
وعن مخاطر الدراجة النارية، بين الشاب” أولها تدهور الموتور خلال القيادة بسرعة لعدة أسباب مرتبطة بمهارة القيادة أو أسباب خارجة عن إرادة السائق كانفجار العجلة، أو تعرضه للصدم، إلا أن معظم الركاب لا يأبهون سوى بوصولهم إلى مقصدهم”.
” التكسي سرفيس” أحد الحلول
يتحدث الشاب عن حل من الممكن أن يساهم بتخفيف أزمة النقل، وهي تفعيل ما يسمى ” تكسي سرفيس” وتقوم على مبدأ أن تعمل التكسي كالسرفيس خلال تجوالها مع تقاضيها الأجرة المناسبة التي لا تظلم صاحبها ولا ترهق جيب الراكب”.
وأضاف” عملت مدة من الزمن في لبنان ولاحظت وجود هذه الآلية في العمل، ومساهمتها بشكل كبير في حل أزمة المواصلات، على أمل تطبيقها في المحافظات السورية”.
متابعات تلفزيون الخبر