تخطت الليرة السورية عتبة الـ 5000 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد خلال الساعات القليلة الماضية في العديد من المدن والمحافظات في البلاد، الأمر الذي فتح الباب أمام التوقعات بخصوص المستقبل القريب لسعر صرف الليرة أمام الدولار وبقية العملات.
ويرى معظم المحللين أن الانخفاض المتسارع لليرة السورية أمام الدولار بشكل غير متوقع خلال الأيام القليلة الماضية يشير إلى وجود بوادر انهيار اقتصادي تام بدأت ملامحه تلوح في الأفق بوضوح.
وأوضح المحللون أن سعر صرف الليرة السورية مرشح لتسجيل مزيد من الانخفاض والتراجع أمام الدولار خلال تعاملات الأيام القليلة المقبلة في ظل وجود حالة عجز لدى المسوؤلين عن الملف الاقتصادي في البلاد وعدم قدرتهم على التدخل لوقف نزيف الليرة المستمر.
وبحسب الخبراء فإن أبرز المؤشرات التي تدل على إمكانية أن يشهد الاقتصاد السوري انهياراً تاماً في الفترة المقبلة، هو عدم قدرة البنك المركزي السوري على التدخل للسيطرة على سوق الصرف.
ووفقاً لما رشح عن العديد من المصادر الاقتصادية المطلعة على الواقع الاقتصادي في سوريا حالياً، فإن البنك المركزي السوري لا يملك أي أدوات اقتصادية حقيقية تخوله أن يتدخل ليثبت سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
وأكدت ذات المصادر أن مصرف سوريا المركزي يعاني في الوقت الحالي من نقص شديد في القطع الأجنبي، مشيرة إلى أن الوضع وصل إلى ذروة المعـ.ـاناة خلال الشهر الماضي.
وبينت المصادر أنه في حال استمرار عجز البنك المركزي على تأمين القطع الأجنبي اللازمة للتدخل في سوق الصرف، فإن الأمر سيتطور بشكل دراماتيكي خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، بالنسبة لسعر الصرف أو بالنسبة للوضع الاقتصادي والمعيشي بشكل عام في البلاد.
وفي ضوء ذلك هناك توقعات تشير إلى احتمال وصول سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي الواحد إلى مستويات تاريخية جديدة غير متوقعة على الإطلاق في المدى المنظور.
ولم يستبعد المحللون أن يصل سعر الصرف لمستويات الـ 6 آلاف وربما الـ 7 آلاف ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد قبل نهاية عام 2022.
ولفت المحللون إلى أن سعر صرف الليرة السورية في الفترة المقبلة سيتحكم فيها عامل أساسي مهم، ألا وهو قدرة البنك المركزي السوري على تأمين القطع الأجنبي، ففي حال تمكن من تأمين كميات جيدة من الدولار فإن بإمكانه الحفاظ على سعر الصرف أدنى من مستويات الـ 6 آلاف ليرة سورية للدولار.
أما في حال عدكم قدرتها على تأمين القطع الأجنبي بكميات تمكنه من التدخل، فإن سعر الصرف سيكون عائماً تحت رحـ.ـمة العرض والطلب، وبذلك من الممكن أن يصل سعر صرف الليرة السورية لمستويات تاريخية غير مسبوقة لا يمكن توقعها منذ الآن.