بالتزامن مع التدهور الذي شهدته الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات الأيام والأسابيع الأخيرة، عاد إلى الواجهة من جديد الحديث عن إمكانية حذف أصفار من العملة السورية من أجل المساهمة في خفض الأسعار وتثبيت سعر صرف الليرة.
وفي ضوء ذلك، تسال العديد من المحللين والخبراء في مجال الاقتصاد عن مدى إمكانية تطبيق ذلك عملياً في الحالة التي يشهدها الاقتصاد السوري الذي يعاني من ارتفاع كبير في مستويات التضخم.
وضمن هذا السياق، يرى معظم المحللين أن المسؤولين عن إدارة الملف الاقتصادي في البلاد لا يستمعون لأي اقتراحات تأتيهم للتعامل مع الوضع الاقتصادي في سوريا، مشيرين أن هؤلاء المسؤولين ينفذون الأوامر التي تأتيهم من جهات يعرفها السوريون، وفق تعبيرهم.
وحول مقترح حذف الأصفار من العملة السورية وإمكانية أن يكون من بين الحلول الناجعة التي من الممكن أن تساهم في حل الأزمة الاقتصادية في البلاد، يرى الخبير الاقتصادي “عامر شهدا” أن حذف الأصفار من وجهة نظره هو الحل للخلاص من الآثار السلبية لاستمرار ارتفاع معدلات التضخم.
ونوه في حديث لصحفية “تشرين” المحلية، أن إزالة صفرين إلى ثلاثة أصفار من العملة السورية هو حل مناسب من شأنه أن يؤدي إلى تراجع مستويات التضخم في البلاد فيما بعد.
وتساءل الخبير الاقتصادي فيما إذا كان سيؤثر حذف الأصفار وهي عـ.ـبـ.ـارة عن تصغير رقم فـ.قــ.ـط، وماذا سيكون تــأثـــ.ـيره طالما أن التضخم واقـ.ـع والأسعار مرتفعة..؟، فما هي ارتـ.ـداداته على الاقتصاد في حـ.ـال حذف صـ.ـفـ.ـر أو صفرين من العملة؟.
وأوضح “شهدا” أن طباعة العملة ليست بالأمر السهل أو الميسر، مشيراً إلى أنها عملية تحتاج إلى أوراق وأحبار خاصة وسـ.ـرية وموافقات، وغيرها من الأمور.
وبيّن الخبير الاقتصادي أن كل عملة مراقبة عالمياً، وأن الأمر يتعدى مجرد الطباعة فقط، منوهاً إلى وجود تكاليف باهظة جداً، مبيناً أن الموارد القادرة على تغطية طباعة العملة غيرة موجود في سوريا خلال المرحلة الحالية.
وحول الحلول المتاحة، أشار “شهدا” إلى أن القائمين على إدارة الملف الاقتصادي في البلاد حالياً عليهم إيلاء الاهتمام لمسألة وضع سياسة نقدية مالية تخفض نسبة التضـ.ـخـ.ـم وترفع القوة الشرائية لليرة السورية أفـ.ـضـ.ـل من التفكير بطـ.ـبـ.ـاعة عملة ورفع كـ.ـتـ.ـلة الـعـ.ـجـ.ـز بالموازنة.
من جهته، قال رئيس هيئة الأوراق الأسواق والأوراق المالية في دمشق “عابد فضلية” إن التضخم في سوريا وعلى نسبته المرتفعة لم يصل بعد إلى المرحلة التي يتوجب معها حذف أصفار من العملة.
وأشار “فضلية” إلى أن تلك المرحلة لم تأتي بعد، وذلك نظراً لأن مستويات التضخم الحالية في البلاد لا تزال مقبولة إلى حد ما، مبيناً أن معدلات التضخم ما تزال تحت السيطرة حالياً عند المقارنة بالظروف المعقدة التي أدت إلى حدوثه.
المصدر: طيف بوست