رفع مصرف لبنان المركزي الدعم بشكل كامل عن البنزين، بعدما كان قد اعتمد التخفيض التدريجي في الفترة الماضية، لتشهد الأسعار، اليوم الاثنين، مزيداً من الارتفاع بحسب الجدول الصادر عن وزارة الطاقة والمياه.
واعتمد جدول وزارة الطاقة والمياه سعر صرف 35250 ليرة للدولار الواحد لتسعير البنزين، وذلك بعدما رفع مصرف لبنان يده عن الدعم وانتهى دور منصته "صيرفة" بشكل نهائي، التي كانت تُسعَّر على أساسها المحروقات في الدولة، وذلك بحسب ما أعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البركس.
وارتفع سعر صفيحتي البنزين 95 و98 أوكتان بقيمة 20 ألف ليرة، فيما انخفض سعر صفيحة المازوت أو الديزل أويل ألف ليرة لبنانية، وارتفعت قارورة الغاز ألفي ليرة.
وأصبح سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان بقيمة 638 ألف ليرة، و98 أوكتان 653 ألف ليرة، والمازوت 790 ألف ليرة لبنانية، والغاز 350 ألف ليرة للقارورة.
وباتت أسعار المحروقات كلها في لبنان خارج دائرة دعم المصرف المركزي، لتُحتَسب وفق سعر صرف الدولار المتقلب، والذي شهد ارتفاعاً لافتا خلال الأيام الماضية، فضلا عن ارتباط تسعير المحروقات بأسعار النفط العالمية.
وافتتح سعر صرف الدولار في السوق السوداء، اليوم، بسعر تراوح بين 35300 ليرة و35400 ليرة، وسط توقعات بأن يشهد ارتفاعاً في الفترة المقبلة في ظل ما يعرف بـ"الدولرة" التي تطاول مختلف القطاعات والخدمات، عدا عن الاستحقاقات السياسية المنتظرة في البلاد على رأسها رئاسة الجمهورية مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، فضلا عن غياب الإجراءات الإصلاحية من جانب الدولة، ما يفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية.
ويعيش لبنان الآن في ثالث سنة من الانهيار المالي، الذي جعل ثمانية من كل عشرة أشخاص فقراء، وفق البنك الدولي، الذي اتهم في تقرير له في مطلع أغسطس/آب الماضي، السياسيين اللبنانيين بالقسوة والانتهازية، مشيراً إلى أن "إضعاف تقديم الخدمات العامة جاء بشكل مُتعمد لإفادة فئة محدودة على حساب الشعب اللبناني".
وأضاف البنك الدولي أن المواطنين كانوا في نهاية المطاف يدفعون تكاليف مضاعفة ويحصلون على منتجات أو خدمات ذات جودة متدنية، وكانت الآثار أيضاً تنازلية بدرجة كبيرة، حيث تؤثِّر في الشرائح السكانية ذات الدخل المتوسط والدخل المنخفض بدرجة أكبر كثيراً من غيرهم.