عند ساعة باب الفرج الشهيرة وسط مدينة حلب، تتخذ الشابة “آية” من الرصيف المقابل للساعة مكاناً لعملها في إعداد الشاي والقهوة على ماكينة “الإكسبريس” وتقديمها للمارة لتكسر بذلك الصورة الذهنية لدى العامة بأن تلك المهنة محتكرة على الرجال فقط.
صورة جديدة ترسمها الشابة ذات الـ 25 عاماً التي لم تعد تملك شيئاً من الدنيا بعد خسارتها لمنزلها الكائن حي باب النيرب، فتراها كل يوم بشكل روتيني منذ الصباح الباكر تقف خلف الآلة متجاوزة حدود المجتمع الذكوري لتثبت للزبائن أن المرأة قادرة على لفت عين المجتمع تجاه ما تقدمه من عمل.
وتقول الشابة آية “عملي يبدأ من السابعة صباحاً، أفتح “البراكة” التي تتنوع مشروباتها بين قهوة، شاي، كابتشينو، أندومي، كاكاو، زهورات”
تنتظر “آية” قدوم الزبائن لتلبية طلباتهم المختلفة من مشروباتهم الخاصة، وتضيف الشابة خلال حديثها لـ “كليك نيوز” “تساعدني في ذلك السيدة “أم مصطفى” التي أقطن معها وابنها المصاب بمرض مزمن فنحن “شركاء على الحلوة والمرة” على حد وصفها، لتبقى خلف آلتها إلى أن ينتهي اليوم المليء بالتعب والكفاح بغلة مالية لا تكاد تسد مستلزمات الحياة المعيشية المرتفعة باستمرار، إضافة إلى شراء متطلبات آلة “الإكسبريس” .
وتختم ابنة الـ 25 عاماً حديثها بأنها تطمح في قادم الأيام لجمع القليل من المال لاستئجار محل تجاري بدلاً من الوقوف على الرصيف وتحمل أشعة الشمس الحارقة وإزعاج المارة.
متابعات