كتب الشاعر نزيه ابو عفش
رسالة مفتوحة إلى من.. "يهمه الأمر":
السيد مدير ناحية الناصرة/ وادي النضارة
أخاطبك الآن من مرمريتا/ مرمريتا الحضارة والثقافة كما يروق للبعض وصفها، والساعة تجاوزت الرابعةَ فجراً، وعويل (كدتُ أقول عواء) الموسيقى الهمجية والأغاني المبتذلة لا يزال يُلعلِع من حولنا قادماً من منتجع "قمر الوادي" (أقترح تسميته "قمر جهنم") بأقصى طاقة أجهزته الصوتية من الوحشية وانعدام الحياء والذوق.
طبعاً، نحن نقدّر (ونثمّن عالياً) الدور الاستثنائي الذي تؤديه البارات والملاهي والنوادي الليلية والـ.. - إلى آخر هذه "المنشآت الستراتيجية" الشامخة - في نهضة بلادنا وإعلاءِ شأنها، خاصةً وهي مقبلةٌ على مرحلة "إعادة الإعمار" وتأكيد موقعها العظيم بين الأمم. ولكننا – سيادتك – محتاجون لمن يُنجّينا من أهوال هذا الفجور "السياحي" الفظّ الذي يكاد يفتك بأعصابنا وأدمغتنا..؛ محتاجون "للنوم" ومواصلة حياتنا، إن لم يكن كبشر فعلى الأقلّ كقطيع من مخلوقات الربّ الدنيا؛ ونتوجه إلى سيادتك الآن بهذه الاستغاثة لأننا لا نجد أن من اللائق بنا وبكم الاستنجاد (لا سمح الله) بمؤسسات الأمم المتحدة الراعية لحقوق الإنسان وأشِقّائه من المخلوقات الأخرى، متجاوزين بذلك الخطوط الحمراء لمؤسساتنا الوطنية الساهرة المكلّفة برعاية هذه الحقوق.
باختصار شديد - سيادتك – نحن لا نزال نعتبر أنفسنا من رعايا هذه البلاد العظيمة، ومن حقّنا أن ننااااام / ننام لا أكثر/ ليس بطراً ولا ترفاً، بل فقط لكي نكون قادرين على الاستيقاظ صباحاً إسوةً بإخوتنا الحيوا....ت، بدون أن يصيبنا المزيد من اليأس والجنون فلا نجد مهرباً ممّا نحن فيه إلا بانتظار الموت أو استدعائه بكامل رغبتنا ومشيئتنا.
ختاماً : الخلود لأمتنا؛ وعظيم الاحترام لأجهزتنا اليقظةِ الساهرة على أمننا وكرامة أرواحنا؛ والتبجيل كلّ التبجيل لمنشآت وطننا الستراتيجة الرائدة.