بدأ عدد من تجار التجزئة الأوروبيين في إطفاء الأنوار، مع التفكير في تقصير ساعات العمل في الشتاء، مع ارتفاع فواتير الطاقة وظهور مخاطر الترشيد، وفقا لرويترز.
وقد حث رؤساء المرافق والمسؤولون الحكوميون المواطنين والشركات على تقليل استهلاك الكهرباء، ووضع خطط احتياطية للاعتماد بشكل أقل على واردات الغاز، إذا ظهرت مشاكل الإمداد بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة.
وقد قررت الشركة النمساوية التابعة لمجموعة SPAR الدولية للبيع بالتجزئة تقليل زمن إضاءة الإعلانات في النوافذ وخارجها في أكثر من 1500 متجر تمتلكه، كما أضاف المتحدث أنه بفضل هذه الإجراءات سيتم خفض استهلاك الكهرباء لدى بائع التجزئة بمقدار مليون كيلوواط/ساعة سنويا، دون أن يحدد مقدار الأموال التي سيتم توفيرها على هذا النحو.
وفي الشهر الماضي، كان مدير Leclerc، أحد أكبر شركات بيع المواد الغذائية بالتجزئة في فرنسا، قد حذر من أن الشركة قد تقلل ساعات العمل في متاجرها، كجزء من حزمة إجراءات الطوارئ التي تهدف إلى مواجهة مخاطر انقطاع التيار الكهربائي. كذلك فقد وقعت شركة "كارفور" المنافس الفرنسي لهذه الشركة وثيقة أسمتها اتفاقية "EcoWatt" مع مشغل الشبكة RTE، بهدف تقليل استهلاك الكهرباء في متاجرها، خلال الفترة التي يكون فيها الطلب مرتفعا.
كذلك تبنت إسبانيا إجراءات عاجلة لتوفير الطاقة شملت نوافذ المتاجر التي سوف تظل دون إضاءة ليلا، ومكيفات الهواء التي يتعين أن تكون عند 27 درجة مئوية في الصيف في الأماكن العامة والتجارية. وتنص الخطة التي تسمى "خطة الصدمة لتوفير الطاقة وإدارتها"، والتي أعلنت عنها الحكومة الإسبانية، على أن درجة حرارة المساحات المبردة لا تقل عن 27 درجة وأن التدفئة، عند حلول فصل الشتاء، لا تتجاوز 19 درجة.
وأمام جميع المساحات التي لها مدخل مباشر من الشارع حتى 30 سبتمبر، يتعين تركيب نظام أبواب تظل مغلقة في حالة عدم دخول أو مغادرة أحد. إضافة إلى ذلك، فقد منحت الحكومة مهلة حتى 2 سبتمبر لنشر معلومات عن درجة الحرارة الداخلية، والتدابير المتخذة لتوفير الطاقة.
وتغطي تدابير توفير الطاقة هذه، والتي ستظل سارية حتى نوفمبر 2023، مباني الإدارة الرسمية والعامة والمساحات التجارية والفنادق والمطاعم والأماكن الثقافية (مثل دور السينما والمسارح والمتاحف أو القاعات) والقطارات والحافلات أو مترو الأنفاق والمطارات.
وينص المرسوم، الذي نشرته الحكومة الإسبانية على استثناءات لتكييف الهواء وتدفئة الأماكن مثل مطابخ المطاعم وصالات الألعاب الرياضية ومصففي الشعر والمستشفيات ودور رعاية المسنين أو المختبرات.
وستظل الإضاءة العامة دون تغيير، ولكن يجب إطفاء إضاءة نوافذ المتاجر والمباني العامة غير المستخدمة بعد الساعة 10 مساء.
وقد اتخذت هذه الإجراءات في إطار الاتفاق الذي توصلت إليه دول الاتحاد الأوروبي، نهاية يوليو الماضي، لتوفير استهلاك الطاقة، في ظل قطع إمدادات الغاز من قبل روسيا، إثر العقوبات التي فرضت على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة.
وتنصل الاتفاقية الأوروبية على الالتزام بتوفير 15%، مع استثناءات لدول مثل البرتغال أو إسبانيا، والتي تعتمد على الغاز الروسي، كما هو الحال مع الدول الأعضاء الأخرى.
وبحسب المرسوم الإسباني، فإن الغاز الروسي يعادل 9% من إجمالي واردات الغاز إلى البلاد، والتزام مدريد تجاه حلفائها الأوروبيين هو توفير 7% في استهلاك الطاقة.
المصدر: RT