عانى أهالي المحافظة الساحلية المركزية لسوريا على البحر المتوسط والغنية بالأنهار والينابيع والسدود والبحيرات من أزمات مياه متلاحقة ومستمرة منذ شهور لم يفلح أي تغيير أو تصريح بإيجاد حلول لها.
واكتفى اللاذقانيون بالدعاء لله طلباً للمياه وذلك بعد أن انتهى الأمل بتحرك المؤسسات الرسمية لإيجاد حلول ناجعة وتطبيق حل “مريخي” بتوفير المياه للمنازل بشكل منتظم وسليم ومستدام.
الأزمات لا تفرق بين مدينة وريف
وتحدث أحد سكان حي جب حسن (مقابل الريدرينغ) باللاذقية “الكهربا عم تجي نص ساعة الصبح والمي ما بتجي خلال هي النص ساعة حتى اذا إجت بتجي ضعيفة وما بتقطع الطابق الاول”
وتساءل المواطن “هل تتنازل شركة الكهربا ومؤسسة المياه وتقومان بالتنسيق بينهما في ناس صرلها شهر ما شربت مي نضيفة والاعتماد كلو صاير ع الصهاريج والمواطن مسدودة بوجهو من كل الجهات وما حدا مهتم”
وتابع” اليوم اجت المي 7 إلا 10 وانقطعت الكهربا 7 بأي قانون حتى أخلاقي مقبول هل حكي”.
وقال عدد من سكان القنجرة/شارع الهرم “المياه كانت سابقاً تتوافر مع وصول الكهرباء ولو لمدة نصف ساعة في اليوم لكنها اليوم لا تأت وإن أتت تكون ضعيفة ولا تصل للطابق الأول ما جعلنا نرتهن لأصحاب الصهاريج حيث كل صهريج ما بين 15 و20 ألفاً كل يومين”.
وأوضح مشتكون من قرية فيديو بريف اللاذقية وقرية المنيزلة بريف جبلة أن “المياه تأتي كل عشرين يوماً مرة وغالباً لا تترافق مع الكهرباء ما يجعل وصولها للمنازل حلم مستحيل التطبيق الأمر الذي جعلنا أسرى لدى أصحاب الصهاريج”.
وكرر مشتكون من منطقة القيادة البحرية وطريق الشاطئ الأزرق وضاحية بسنادا ومشروع ياسين باللاذقية وقرى عين التينة وقرى ريف جبلة ذات الأمر حيث تلخصت معظم شكاويهم لتلفزيون الخبر في عدم وصول المياه وإن وصلت لا تترافق مع الكهرباء.
الأهالي vs أصحاب الصهاريج
توقف أهالي اللاذقية عن الشكوى على أصحاب صهاريج المياه فالعلاقة بينهما فقدت طابع العداوة ليس إقتناعاً بأسعارهم “الكاوية” والتي لا ترحم بل لأن دفع عشرين ألف ليرة كل يومين لشراء الصهاريج على الرغم من انعكاسه الكارثي على الميزانية الشهرية للأسرة يهون أمام رؤية المياه تنزل من الصنبور دون الحاجة لحساب نظرية وصول المياه والكهرباء معاً التي صدعت التصريحات الرسمية رؤوس الأهالي بها.
مؤسسة المياه أين وماذا وهل ..؟!
حاول فريق تلفزيون الخبر التواصل مع المعنيين في المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في اللاذقية مُمثلة بمديرها ممدوح رجب لعرض شكاوى المواطنين والوقوف عليها وحلها.
لكن بعد عدة محاولات هاتفية وعبر “sms” لم يستجب “رجب” لأيٍ منها رغم معرفته بالجهة المُخاطِبة وسبب التواصل إلا أنه لم يجب على الاتصال الهادف لتوصيل شكاوى المواطنين.
ويبقى هنا طرح عدة أسئلة للحل برسم المعنيين فأين مؤسسة المياه والمعنيون فيها من أزمة مياه اللاذقية؟
وماذا يتصرفون لعلاج هذه
المشكلة التي تؤرق حال الأهالي أكثر من أي شيء في هذا الصيف الحار؟ وهل سيبقى جوابهم أن “الحق على شركة الكهرباء ” دون تقديم حلول؟
يشار إلى أن التقنين في اللاذقية يخضع بشكل عام إلى نظام نصف ساعة وصل مقابل خمس ساعات ونصف قطع في أحسن أحواله وبالتالي تكون النصف ساعة صباحا هي فترة وصول المياه في اليوم إذا وصلت.
وكان نشر تلفزيون الخبر تقريراً حول واقع المياه في مدينة اللاذقية في 14 حزيران 2022 بعنوان “اللاذقية عطشى.. كوارث وفشل في إدارة ملف المياه في المدينة”.
متابعات تلفزيون الخبر