استمعت لحديث جانبي بين سائقين على خط جديدة عرطوز ونقل أحدهم قول مراقب الخط دون تحديد أي مراقب أو اسمه "شلي حصتي وروح شلح الناس أموالها " , عندما سمعت هذا الكلام لم أصدقه لكن ما جرى خلال أزمة المحروقات الحالية، وخاصة خلال عطلة عيد الأضحى من طلب أجور كاوية كل ما سمعته صدقته وأكثر، والسؤال البسيط أين هي الجهات الرقابية المعنية بضبط الأجور.. هل أصبح سؤالاً صعباً لا جواب عليه؟.
ومن الأرقام التي لا تصدق أن أجرة التكسي من كراجات البولمان بدمشق إلى المزه ٦٥ ألف ليرة سورية حصّلها أحد السائقين من صبية واعتبر أن هذه الأجرة رزقة، وأجرة التكسي من دمشق إلى اللاذقية مليون ليرة، وأجرة الراكب في التكسي من دمشق إلى اللاذقية ٢٥٠ ألف ليرة، وأجرة الراكب بالتكسي من مزة جبل إلى كراجات البولمان ٨ آلاف ليرة، وأجرة الراكب بالسرفيس يوم السبت من البرامكة للمزة ألف ليرة .
ومن الأجور الأخرى غير المنظورة التي دفعت خلال عطلة العيد ما دفعه المسافرون للوشيشة لحجز مقعد على درج البولمان، ومنهم من دفع ٥٠٠٠ ليرة فقط لحجز تذكرة سفر وبحجة الطقس عيد، وما عليكم أيها الشعب المنتوف والمجبر على السفر سوى الدفع والدفع.
أجور التكاسي الخاصة بين المدن والارياف هي الأخرى حلّقت وأصبحت أجرة كل واحد كيلو متر ٢٠٠٠ ليرة، والانتظار عداد مفتوح، وغالبية السيارات العامة التي تعمل عند طلبها تكون الإجابة برسالة مختصرة لا يوجد بنزين بانتظار الرسالة .
وفي العاصمة دمشق انتشرت ظاهرة التكسي ركاب، وأصبح أصحاب التكاسي يزعجون كل من يعمل بنور الله، ويشاركون بعضهم الحديث عن الأرقام الخيالية التي يجنوها يومياً، وأصبح الطلب ب١٠٠ الف ليرة حديث عابر وعادي، وأجرة يحصلها صاحب التكسي من طلب المطار ومنهم من يتصيد بطريقة مختلفة .
أصحاب السيارات الذين يعملون عبر التطبيقات سمعوا بهذه الأرقام الفلكية وأصبحوا يهجرون الطلبات بحجة ليس لديهم بنزين، ومنهم من أصبح يتصيد زبائن التطبيقات خارج الطلبات المعتمدة من أجل التحكم بالأجرة فقط.
ومن وسائل النقل التي ارتفعت أجورها, الركوب على الحنتور أو الحصان من أجل التقاط صورة تذكارية وصاحب الحصان يرى أنه لا يحتمل الجوع والعطش وبحاجة أجرة عن كل خطوة 200 ليرة.
ما نود قوله أن من يسمع هذه الأسعار يكاد لا يصدق , لكن عندما ترى أو تضطر لدفع هذه الأجور عندها يتوقف الكلام وتظهر الشتائم الصامتة، وعند مناقشة أي صاحب سيارة يرد عليك بكل بساطة ادفع الأجرة وروح اشتكي وهو يعلم جيداً أن الرقابة في نوم عميق.
متابعات بزنس2 بزنس