تتصدر أواني الفخار واجهات عدد كبير من المحال التجارية في اللاذقية، مع عودة إقبال المواطنين على شراء هذه الأدوات في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة ما جعلها مصدر «تبريد» مياه الشرب في فصل الصيف.
أسمهان تقول: إن شراء «خابية» جرة الفخار بات ضرورة في هذه الأوقات الصيفية الحارة لنتمكن من شرب مياه مقبولة غير ساخنة على الأقل وفق قولها، معتبرة أن العادات البدائية التي نسيها الأجداد تعود إلينا ليتلقاها الأحفاد في عصر يقال إنه عصر الأتمتة والسرعة، يا للمفارقات العجيبة!.
ويرى مواطنون أن «كوز الفخار» يحفظ برودة الماء لساعات طويلة من دون أي مادة أخرى على عكس البرادات الهوائية والغازية التي تتطلب وجود الكهرباء لتبرد المياه وحفظ الطعام بشكل عام، مشيرين إلى حاجة السوق من هذه المواد بشرط أن تكون أواني فخار أصلية وغير تجارية.
وذكر عدد من باعة الأواني الفخارية أن استجرار هذه المواد بات مطلباً من معظم المستهلكين ما جعل التجار يقبلون على إدخال هذه المواد من محافظات أخرى وفق أسعار مرتفعة مقارنة بسنوات سابقة كانت هذه الأواني منسية فيها نوعاً ما، إلا أنها تبقى أوفر من تشغيل المولدات أو البرادات على الطاقة الشمسية وفق قولهم.
ويباع «كوز الفخار» وهو عبارة عن مصب ماء يشبه الإبريق وله فتحة جانبية وغطاء فخار في المنتصف، بأسعار تتراوح بين 7 – 12 ألف ليرة حسب حجمه، والجرة الفخارية من 30 – 50 ألف ليرة، والكؤوس الفخارية تتراوح بين 3 – 6 آلاف ليرة، والوعاء الفخار من 20 – 35 ألف ليرة ويستعمل للطهي على النار.
وبالعودة إلى رئيس اتحاد الحرفيين في اللاذقية جهاد برو الذي أكد أن صناعة الفخار والآجرّ كانت قد شهدت فترة ركود بسبب توجه المستهلك بالاعتماد على الصناعات الحديثة «الزجاج، الميلامين»، والاعتماد على الكهرباء لحفظ وتبريد الماء والأطعمة كبديل لهذه الصناعة، ولكن نتيجة الحصار والأزمة في الآونة الأخيرة عادت هذه الصناعة للانتعاش بسبب توجه المستهلك للاعتماد على الفخار والآجر كبديل عن المنتجات الزجاجية، إذ حلت خوابي الفخار في كثير من المنازل محل البرادات لحفظ المياه الباردة بسبب انقطاع الكهرباء.
وأضاف برو: إن زيادة الثقافة الصحية لدى المستهلك دفعته إلى الاستعانة بالفخار بدل كثير من الأدوات الصنعية كالزجاج والمعادن في الأدوات المنزلية لما لها من أثر صحي جيد على الإنسان.
وبيّن رئيس فرع اتحاد الحرفيين أن صناعة الفخار من الصناعات التقليدية والتراثية السورية وتتمتع بأصالة وعراقة تاريخية راسخة في سورية منذ الأزل وتجلى ذلك من خلال الاكتشافات الأثرية في أوغاريت وتل مرديخ وحلب ودمشق والجنوب السوري.
وأشار برو إلى ما تعانيه صناعة الفخاريات من الكثير من المعوقات والصعوبات أهمها قلة اليد العاملة ذات الخبرة في هذه الصناعة، وارتفاع أسعار المواد الأولية ونقلها من مصادر وجودها إلى أماكن صنعها، إضافة لعدم وجود أسواق تصريف محددة للتعريف بها.
الوطن