أخبار

سؤال للفريق الحكومي: تتدبرون أموركم المعيشية ؟

سؤال للفريق الحكومي: تتدبرون أموركم المعيشية ؟

سؤال للفريق الحكومي:


باعتبار أنكم موظفين ورواتبكم وفق القانون ليست أكثر منا كيف تتدبرون أموركم المعيشية ؟ 

نضال فضة


بلغة الرغيف والبرغل والبطاطا والفلافل وأخواتهم .. بلغة آخر ملاجئ الدراويش التي سحقها الجشع .. بلغة منتجات البلد العابرة قسراً للحدود .. بلغة موظف مات وهو لا يعلم لماذا يبقى الكثير من الشهر بعد هزيمة الراتب .. بلغة الثوم الذي بات متاحاً بعدما تحرّر من قذارة حيتان السوق .. بلغة من اكتشف متأخراً أن حقوقه لا تتعدى حق الأكل والشرب والإنجاب والصبر والدعاء و الموت .. 


بكل اللغات الحية والميتة يتساءل الناس طالما الرواتب ولوائح الأسعار الرسمية تصدران من جهة واحدة( الحكومة) , لماذا خلال عملية التسعير لا تُؤخذ بالاعتبار قدرات الراتب تجاه أرقام هذه اللوائح .. لماذا الإصرار على التعامي عن ذلك الثقب الأسود الموجود بينهما .. الإصرار على أن تكون التسعيرة الرسمية تحت عباءة التجار .. الإصرار على فرض واقع "دبّر راسك " ؟...


بكل اللغات هناك من يطالب "الفريق الاقتصادي" للتحلي بالجرأة والمسؤولية ولو لمرة واحدة والظهور على الهواء مباشرة وتشريح راتب من الفئة الأولى وترجمته بشكل منطقي إلى سلع تغطي الاحتياجات المعيشية الأساسية للأسرة . 


ببساطة وبعيداً عن اللحوم الحمراء والبيضاء والفواكه والحلويات التي استبعدها غالبية السوريين من قوائم الطعام .. وبعيداً عن نظريات آدم سميث و جون كينز وميلتون فرديمان وديفيد ريكاردو .. وبالرغم من أن هذا الكلام بات مكرراً , لكن لا ضير من تذكير من "يهمهم الأمر" أن صاحب هذا الراتب والذي لا يتجاوز وسطياً الــ 130 ألف ليرة يحتاج إلى 180 ألف ليرة شهريا إذا اقتصر طعام أسرته يومياً على كيلو برغل فقط , طبعاً هذا بدون أي مادة غذائية أخرى كالزيت أو الخبز أو حتى جرزة "حشائش" .


التذكير أن الأسرة تحتاج أيضا لــ 180 ألف ليرة شهرياً إذا اعتمدت يومياً فقط على شوربة مكونة من كيلو عدس وماء فقط .. تحتاج إلى 100 ألف ليرة إذا اعتمدت يومياً على كيلو بطاطا فقط حتى من دون ملح .. إلى 150 ألف من أجل كيلو رز يتم طهيه بالماء فقط .


للتذكير إن أسرة مكونة من ثلاثة أشخاص تحتاج إلى أكثر من 150 ألف ليرة شهرياً في حال لم يتناول كل من أفرادها سوى وجبة واحدة يومياً قوامها سندويشة فلافل .. لأكثر من 120 ألف ليرة إذا تناولت كيلو بندورة يتيم يومياً .


التذكير أننا في بلد زراعي ومن المعيب أن تحول الأسعار بين الناس ومنتجات أرض بلدهم .. أن يتم تصديرها والمواطن بحاجة لها .. السماح للتجار بالسيطرة على المحاصيل والتحكم بأسعارها .. من المعيب أن يكون المواطن كما المزارع ضحايا التقصير والجشع و التواطؤ وووو.


التذكير أن هناك مصاريف أساسية أخرى مثل اللباس والمحروقات و فواتير الكهرباء والماء والهاتف ونفقات المواصلات والاستطباب والمنظفات و تكاليف تعليم الأبناء ومن دون ووووو.


هو سؤال لأعضاء هذا الفريق الذي من المفترض أنه مؤتمن على اقتصاد البلاد ومعيشة العباد .. باعتبار أنكم موظفين ورواتبكم وفق القانون ليست أكثر بكثير من الراتب المذكور , ومن باب التعلم والاستفادة من خبراتكم في الإدارة المالية .. كيف تتدبرون أموركم المعيشية ؟ .

الساعة_25

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة