منوعات

فنان هولندي يروج للآثار السورية في العالم

فنان هولندي يروج للآثار السورية في العالم

في شوارع العاصمة السورية دمشق، يعرض الفنان وعالم الآثار الهولندي ثيو دي فايتر لوحاته التي توثق ترميم الآثار السورية التي دمرتها الحرب في محاولة لتسليط الضوء على التراث البلاد.


على سور المتحف الوطني بدمشق، قام فايتر بتعليق 15 من لوحاته ضمن معرض بعنوان "استعادة التراث السوري بعين ثيو فايتر". ورافق المعرض كتيب وثق من خلاله فايتر الأنشطة الأثرية السورية خلال الأعوام الأربعة الماضية في عدة أماكن ومن فترات زمنية مختلفة مع الأخذ بالاعتبار الظروف الصعبة المحيطة بهذه الأنشطة مستأثرا بدوافعه الشخصية وتعلقه بآثار سوريا.


وقال "قررت أن أجعل هذا موضوعا خاصا خاصة في الوقت الحاضر. يوجد الآن الكثير من الدمار ولكن هناك أيضا الكثير من أعمال الترميم. لا أعتقد أن هذا معروف جيدا في أوروبا أن الوضع في سوريا ليس مرتبطا فقط بالحرب والدمار ولكن يعمل الناس بجد لإعادة البناء والترميم وكذلك بدء أعمال التنقيب الجديدة".


وقالت وزيرة الثقافة لبانة مشوح في تصريح لـ”سانا” إن "الآثاري والفنان الهولندي الذي أحب سوريا عمل فيها منذ عام 1985 منذ أن كان طالب آثار حيث تعرف على حقيقة حضارتها وأهلها وعندما عاد إليها هاله ما رآه من دمار في المواقع التي كان يعرفها فقرر أن يخلد هذه المشاهد ويرسم ما ستؤول إليه لاحقا بعد عودة الحياة إليها".


ورأت أن "المعرض وثيقة تاريخية للسوريين وللغرب توضح للعالم ما عانته بلادنا وما ارتكبه الإرهاب بحق تراثها العريق وجهودنا كأفراد ومؤسسات لعودة الآثار والحضارة السورية إلى ألقها وضرورة صونها للأجيال وللإنسانية جمعاء".

وقال فايتر "كان هدفي هو أن أعرض لوحاتي أولا على الجمهور السوري ثم أنقل المعرض إلى هولندا في البداية، وربما إلى بلدان أخرى في أوروبا لأظهر للجمهور هناك ما يحدث في سوريا".


ويأمل الفنان البالغ من العمر 74 عاما أن يشجع ذلك المواطنين السوريين والأوروبيين وكذلك المنظمات الإنسانية على المشاركة في جهود ترميم المواقع الأثرية. وقال "أتمنى أن يتحقق ذلك لأن التراث ليس فقط من سوريا، إنه تراث عالمي بالطبع، أي معظمه، ويجب استعادته. هذا المشروع يهدف إلى لفت انتباه السوريين وغيرهم في الخارج إلى ما هو بحاجة إلى الترميم في سوريا. هناك العديد من الأشياء التي تستحق أن يتم استعادتها، وهذا ما أتمناه كشخص يعمل في مجال الحفاظ على التراث”.


وعمل دي فايتر أغلب الوقت في محافظة حمص بوسط سوريا ومحافظة حلب الشمالية منذ الثمانينات، لكنه غادر البلاد عندما اندلعت الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011.


تحولت المظاهرات إلى صراع عنيف شهد احتدام القتال في بعض المواقع الأثرية في البلاد وتخريب الجماعات المسلحة بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية للآثار. ومع ذلك، استمر دي فايتر في العودة كل بضع سنوات وقرر توثيق مشاريع ترميم مختلفة عبر اللوحات خلال رحلاته من 2019 إلى 2021.


وأشار مدير عام الآثار والمتاحف نظير عوض إلى أهمية هذا المعرض لفنان هولندي عمل في سوريا منذ سنوات طويلة متخصص بالآثار، الذي بدأ برسم المناظر المحيطة بها لينتقل بعدها إلى تصوير مواقع التراث الأثري السوري وما طالها من دمار ولاسيما في تدمر، مقدما بذلك صورة واضحة لأوروبا تروي ما تعرضت له الآثار السورية.


وسيتم عرض هذه اللوحات وفقا لمدير الآثار والمتاحف في عدد من الصالات الأوروبية، إضافة إلى إصدار كتيب صغير عن المعرض يوضح بالصورة ما طال التراث الثقافي السوري من تخريب ممنهج.


تُظهر اللوحات المسجد الأموي الكبير في حلب، الذي تضررت مئذنته أثناء القتال في المدينة عام 2013، ومعبد بل في تدمر، الذي استعاده الجيش السوري من تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016، وقصر المماليك وقلعة الحصن في محافظة حمص. وتسعى الجهود، بما في ذلك التي تبذلها الأمم المتحدة، إلى ترميم بعض المواقع.


google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة